توسعت عملية امتصاص السكن الهش بقسنطينة لتشمل الأكواخ القصديرية الجوية والسفلية الآخذة في الانتشار على أسطح وداخل أقبية العمارات، حسب ما كشف عنه أول أمس المسؤول المكلف بالملف على مستوى الولاية.فإلى جانب الأكواخ القصديرية المعتادة التي هي محل مكافحة صارمة وجدت السلطات المحلية نفسها في مواجهة هذه الظاهرة الجديدة التي استفحلت في الظلام والسرية. واستنادا إلى المصدر ذاته فإن مصالح التعمير أحصت في الوقت الحالي 40 كوخا فوق أسطح عمارات أحياء كل من ''السيلوك'' و''فيلالي'' و''عبان رمضان''، فضلا عن عدد لا يستهان به من الملاجئ المهيأة داخل أقبية بحي السطوح بجوار مسجد الأمير عبد القادر. وأكد المسؤول أن ذلك يتم بتواطؤ مع بعض السكان المجاورين، مبررا ذلك بعلاقات القرابة التي تربط بين مستأجري سكنات العمارات المعنية ومحتلي هذه الأماكن الوسخة مما أدى إلى تشويه الصورة الجمالية للعمارات. وأضاف في السياق ذاته أن البعض من المخالفين تجرأ حتى على فتح ورشات للنجارة والميكانيك بعمارات أحياء ''فيلالي'' على سبيل المثال، مشيرا إلى أن السكان المستأجرين لشقق هذه العمارات غضوا الطرف عن مخالفات بهذا الحجم على الرغم من الخطر الذي تشكله على أمنهم. وفي الوقت الحالي تم تنصيب لجنة تحقيق من طرف ولاية قسنطينة لإحصاء وبدقة هذه الحالات وتحديد الأسباب الحقيقية التي دفعت هؤلاء المواطنين إلى تجاهل القوانين المعمول بها في هذا المجال، مشيرا إلى أن إعذارات وجهت للأشخاص المعنيين قد يكونون محل متابعات قضائية. وخلص المسؤول إلى أن العائلات المعوزة التي تمثل حالات اجتماعية سيتم التكفل بها في إطار القضاء على السكن الهش.