لم يكن ملتحيا ولا علاقة له بحركة حماس ولا بسلطة محمود عباس، كما أنه سجله لا يحمل شبهة وصورته كباقي القطيع، لذلك فمروره من أجهزة رقابة المطار كان أكثر من عادي، والرقم السوداني المجهول صعد الطائرة ورائحة الخمر تفوح من عرقه، ولم يكن هناك شيء يثير الريبة في ''ثمالته''، لكن ولأن للخمر سكرات فإن المسافر الثمل تذكّر فجأة واجبه نحو القدس، فقرر في قمة سكره أن يقرصن الطائرة ويحولها باتجاه الأقصى بدلا من تركيا كما كان مبرمجا.. مواطن سوداني مجهول الهوية والملامح ولا سجل ''إرهابي'' له، محليا أو دوليا، يسكر حتى الثمالة ويقرر في قمة ''تخمّره'' أن يسحب قضية القدس والأقصى من قادة الأمة العربية، ليجرب حظه في تحريرهما باستعمال سكين بلاستيكي وزجاجة خمر معتقه فعلتها فيه فقرر أن يفعلها فيهم. ورغم أن نتيجة المعركة انتهت بتوقيف الإرهابي ''السّكران'' إلا أن الثابت أنه حتى عرابيد الأمة يسّكرون ويثملون بخمرة ''إن القدس قضيتهم الأولى والأخيرة''.. ساسة إسرائيل يجب عليهم أن يقرأوا الرسالة بالمقلوب وألاّ يعتبروها نكتة تسلي تعملقهم وتبكي تقزّمنا، فالأمة التي يفكر سكاراها في تحرير القدس، أمة فاض كأسها، وتخاذل وجبن حكامنا وقادتنا عما يجري للأقصى من مؤامرات إزاله لا يعني بالضرورة أن سكارانا من عامة وقطعان المخمورين سيظلون مكتوفي الأيدي ومتفرجين على محو الأقصى، فحذار فالقدح يدل على السّكير والسّكير في حالة الأقصى سيعلنها انتفاضة ''زجاجة'' بدلا من انتفاضة ''حجارة'' لازالت ملامحمها راسخة في الأذهان.. !!