توصلت الدراسة التي أعدتها هيئة ما بين النقابات المستقلة للوظيف العمومي، حول القدرة الشرائية في الجزائر مقارنة ببعض دول المغرب العربي، إلى تأكيد أن الدخل الذي يضمن الحدّ الأدنى للعيش بالنسبة للموظفين يقدر ب38000 دينار على الأقل· كما صنّفت الدراسة مستوى معيشة الجزائريين في المرتبة الأخيرة على المستوى المغاربي·وفي السياق ذاته، تشير الدراسة، التي توشك على نهايتها وتسهر على إعدادها هيئة ما بين النقابات المستقلة والخاصة بالقدرة الشرائية للمواطن الجزائري، إلى أن ''الجزائر تحتل المرتبة 46 عالميا من حيث الإنتاج الداخلي الخام والخيرات، متصدرة المغرب التي تحتل المرتبة 54 وتونس المرتبة ,64 وبالتالي من المفترض أن يكون مستوى معيشة سكانها أحسن بمرتين في المغرب وأكثر في تونس، ''لكن عكس ذلك'' حسب إيدير عاشور الناطق باسم مجلس ثانويات العاصمة ''الكلا'' المنضوية تحت هيئة ما بين النقابات المستقلة، والذي أكد أمس في ندوة صحفية لعرض النتائج الأولية للتحقيق الذي أجرته الهيئة حول القدرة الشرائية، أن ''الدراسة المقارنة بين مستوى معيشة ثلاث دول من المغرب العربي والتي تُعدها هيئة ما بين النقابات اعتمدت على عدة مؤشرات أبرزها الحدّ الأدنى للأجور''· وأوضح عاشور أنه ''في الجزائر يصل الحد الأدنى للأجور 10000 دينار خام أي باقتطاع القيم المضافة والضريبة على الأجر، أي ما يعادل 98.15 أورو والمستوى الإجمالي للأجر يصل إلى 196.3 أورو للطبقة ''أ''، في حين تُكلف القدرة الشرائية للمواطن الجزائري ما قيمته 375.93 أورو، وبالتالي فهذا الفرق الشاسع (189.63 أورو) يُصبح يُشكل هاجسا للمواطن كيف سيُنهي بقية الشهر، وهو ما يُؤدي به حسب المتحدث ''للتفكير في مختلف السبل لجني مبالغ إضافية تضمن له الحدّ الأدنى للعيش، حتى لو كان بتعاطي الرشوة وتبديد الأموال العمومية والسرقة وغيرها من الوسائل غير المشروعة''· في حين أن أصحاب الدخل من الصنف ''ب'' يتقاضون أجرا يصل إلى 392.61 أورو، وهم الطبقة غير المعنية بتدني مستوى الأجور· وفي هذا الشأن، استخلصت الدراسة أن الحدّ الأدنى للأجور في بلادنا لا يغطي سوى 26 بالمائة من الاحتياجات، و32 بالمائة في المغرب و15 بالمائة في تونس· كما أن الأجر الإجمالي للجزائريين من المستوى ''أ'' يُغطي فقط 52 بالمائة من احتياجاتهم· وفي المقابل يُغطي 104 بالمائة من حاجيات المستوى ''ب'' من الأجور و159 بالمائة للمغاربة الذين يتقاضون 892.29 أورو بمعدل أجر أدنى يُقدر ب178.45 أورو و131 بالمائة بالنسبة للتونسيين من المستوى نفسه ''ب'' الذين يتقاضون 962.56 أورو بمعدل أجر أدنى محدد ب109.62 أورو· وفي هذا الخصوص لاحظت الدراسة أن معدل القدرة الشرائية على مستوى هذه الدول المغاربية الثلاث يبقى ضعيفا جدا·واستنتج التحقيق في سياق متصل، باحتساب بعض المصاريف الضرورية للعيش كالغذاء والكراء والكهرباء، أن الجزائري يحتاج إلى 38300 دينار شهريا كحدّ أدنى لتحقيق بعض الضروريات، منها على سبيل المثال تخصيص 14200 دينار شهريا للغذاء، 8000 دينار للسكن والكهرباء، 7500 دينار تُمثل عدة نفقات و8600 للتكفل بثلاثة أطفال· ويؤكد المسؤول أن ''المغاربة يعيشون تحت الحدّ الأدنى للفقر والمواطن الجزائري يحتل المرتبة الأخيرة''·من جهة ثانية، ذكر عاشور الناطق باسم ثانويات الجزائر بشأن ردّ فعل النقابات على هذه الأوضاع، أن ''هيئة النقابات المستقلة للوظيف العمومي بصدد عقد اتصالات فيما بينها وتحضير عريضة مطالب مشتركة من أجل توحيد حركتها الاحتجاجية''، مشيرا إلى أنه ''فضلا عن ذلك ستقوم خلال هذه السنة بعقد يوم دراسي حول العنف المدرسي، وآخر حول تقييم الإصلاح التربوي منذ 10 سنوات'