فيما يهرّب أطفال جزائريون إلى أوروبا تحقيق: لطيفة. ب طبيب، ممرضة وموثق إلى جانب مغتربين أمام جنايات العاصمة يوم 27 ماي لقد استفحلت ظاهرة تهريب وسرقة الرضع والأطفال في بلادنا، فباتت شبكات جزائرية دولية تتولى العملية سواء بتواطىء مع عمال المستشفيات من أطباء وممرضين أو مايعرف "بملائكة الرحمن" الذين تبرأوا من ضميرهم ليتحولوا إلى "شياطين الإنس"، لا لسبب سوى لجني أموال طائلة جعلت بعض الشبكات تتولى مهمة تهريب الرضع إلى معاهد إسرائيلية تحولهم إلى فئران تجارب.. المعطيات التي بحوزتنا تؤكد أيضا تورط بعض مراكز الأمومة في العملية، لتدخل الأمهات العازبات سباق تهريب فلذات أكبادهن نحو الخارج مقابل استفادتهن من أموال باهضة بالعملة الصعبة والتخلص من العار، بعد تزوير العائلات المستقبلية الوثائق اللازمة بمعية مسؤولين إداريين وقانونيين، حتى تتمكن من الخروج بالرضع والأطفال عبر الأقاليم الحدودية بسهولة لتعزيز حظيرة تهريب الرضع عبر الدول الأجنبية. الأطفال غير الشرعين بين مخالب شبكات التهريب لعل أخطر ظاهرة شهدتها الجزائر في إطار تهريب الرضع، هي القضية المبرمجة لجنايات مجلس قضاء العاصمة لجلسة 27 ماي الجاري، والتي تخص التزوير واستعمال المزور، إبعاد أطفال وإخفائهم ونقلهم عمدا، والمشاركة في تزييف ظروف تحرير المتورط فيها 13 متهما، بينهم طبيب عام يقود وينظم جماعة أشرار تهدف إلى نقل الأطفال وإبعادهم مستغلا الوضعيات الصعبة التي تكون فيها الفتيات الحوامل، إذ ثبت أن اختياره للأمهات العازبات لم يكن عشوائيا، حيث يقوم بتوليدهن وإجهاضهن ليعيد لهن غشاء البكارة بالنسبة للعازبات، إلى جانب موثق توفي أثناء تواجد بالمؤسسة العقابية على خلفية وقائع هذه الجناية وابنه الذي يعدّ مساعدا له الذي تمثل دوره في تحرير عقود الكفالة بحضور الطبيب المتهم وشاهد يدعى (ع.أ) ليوقعوا على العقد في غياب باقي الأطراف المعنيين بالكفالة منتحلا صفة والده الموثق. وإلى جانب هؤلاء نجد شقيقة الطبيب المتهم التي تعمل بعيادة هذا الأخير منذ عدة سنوات كممرضة مع أنها لا تملك المؤهلات العلمية لممارسة مهامها، وقد شاركت شقيقها في جرائمه رغم علمها بالتنظيم والمخطط الذي يقوده رغم سوابقه القضائية، وآخرين بينهم من تورطوا في نقل الأطفال وإبعادهم والمشاركة في التزوير وهي الوقائع الخطيرة التي تم تفكيك ملابساتها استغلالا لمعلومات مؤكدة بلغت مصالح فرقة البحث والتدخل بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بأمن ولاية الجزائر تفيد بأن المدعو (إ.ب) وهو مغترب بفرنسا تمكن من تهريب طفلين إلى فرنسا بالتواطؤ مع المسمى (ح.خ) وهو طبيب عام صاحب عيادة خاصة تقع بنواحي عين طاية بالجزائر، ويتعلق الأمر بقاصرين مجهولي الأبوين من مواليد سنتي 2002 و2005 على التوالي، على أساس أنهما ابنيه الشرعيين، حسب ما أظهرته بطاقة الخروج نحو فرنسا مرورا بالمطار الدولي هواري بومدين. وحسب معلومات متطابقة، فقد ثبت أن نفس الطبيب يقوم بالتكفل بالأمهات العازبات في فترة حملهنّ لغاية وضع الحمل ويقوم بإجراءات تسجيل المواليد بالحالة المدنية لغاية خروجهم من الوطن وذلك بموجب كفالات يحررها له موثق كائن مكتبه بباش جراح، وتساعده في مهمته سيدة تدعى (ح.ل) المقيمة بشاليهات بنواحي عين طاية إذ تتكفل برعاية الحوامل على وشك الإنجاب، وخلال مرحلة المخاض يشرف الطبيب على توليدهن مقابل مبالغ مالية وكل حسب حالتها، ليرغمهن فيما بعد على التنازل عن فلذات أكبادهن لتتكفل سيدة أخرى تدعى (م.ز) المقيمة هي الأخرى بعين طاية برعاية المواليد مقابل استفادتها من أجرة فيما يشتري لها الطبيب جميع اللوازم الخاصة بكل رضيع من حليب وحفاظات إلى غاية عثوره على الزبون الملائم وبناء على التحريات التي باشرتها مصالح الأمن، فإن الطبيب وهو مسبوق قضائيا عن تورطه في وفاة رضيعين وإجهاض قاصر حكم عليه لأجلها سنة 2006 بسنتين سجنا نافذا، تم توقيفه يوم 22 فيفري 2009، بعيادته رفقة شقيقته المتورطة إلى جانبه، حيث عثر داخل العيادة على عتاد طبي خاص بأمراض النساء إلى جانب وثائق إدارية رسمية، مجوهرات ملفوفة بأوراق اسمية ومبالغ مالية بالعملتين الصعبة والوطنية. كما ضبط ثلاث قصر بمقر إقامة شريكته الأولى. وقد ثبت أن هذا الطبيب تمادى بجرمه إلى حد متاجرته في الأطفال داخل وخارج الوطن بإسناد كفالة لمن يرغب في ذلك مقابل مبالغ مالية بمساعدة الموثق (س.م.ش) المتوفى مؤخرا الكائن مكتبه بباش جراح وابنه المدعو (س.و)، إذ تبين تحرير 12 كفالة ما بين سنتي 2005 و2006 تسعة منهم غادروا التراب الوطني، وبالضبط نحو المدينة الفرنسية سانت إيتيان، حيث يحوز الطبيب على شقة هناك وبحكم احتكاكه بالجالية الفرنسية استغل علاقاته هناك ليقترح على الأزواج الذي تعذر عليهم إنجاب الأطفال، تمكينهم من طفل أو اثنين بعد استغلال ظروف الفتيات الحاملات بطريقة غير شرعية بالجزائر ممن اعتدن التردد على عيادته لاختصاصه في ذلك. مساومات وتهديدات تجبر الأمهات العازبات على التخلي عن مواليدهن تقول إحدى الأمهات العازبات، إنها حملت بطريقة غير شرعية وبعد اكتشافها لحملها، توجهت إلى الطبيب (ح.خ) الذي رفض إجهاضها بحجة أن سنّ الجاني بلغ 4 أشهر مقنعا إياها بالاحتفاظ به إلى غاية وضعه لتتخلى عنه بعد ولادته، حيث اقترح عليها وضع حزام خاص لإخفاء الحمل كما سلّم لها شهادة طبية تثبت أنها تعاني من كيس مائي حتى تبعد الشبهات وسط عائلتها والمقربين منها، لتتوجه يوم 13 نوفمبر 2004 إلى مكتبه رفقة شقيقتها على أساس أنها ستجري عملية لاستئصال الكيس المائي، حيث قام بتوليدها بمساعدة المسماة (م.أ)، ثم غادرت بعدها تاركة مولودها من جنس أثنى، لتعود إليه بعد أيام لأخذ رضيعتها لكنه رفض تسليمها إياها بحجة أن أمرها سينكشف، لتعود إليه يوم الخامس فيفري من سنة 2005 بطلب منه، حيث قام بتحرير لها تصريح بميلاد ابنتها على أساس أنها ولدت في ذلك اليوم وتوجهت رفقته إلى البلدية وتم تسجيل الطفلة. كما طلب منها مرافقته إلى مكتب الموثق بباش جراح تحت طائل التهديد والمساومة بعدما أجبرها على التخلي عن ابنتها لتتكفل بها عائلة بفرنسا. وبنفس الأسلوب تخلت أخريات عن فلذات أكبادهن كما هو حال سيدة وضعت توأمين غير شرعيين من جنس أنثى بمستشفى بشير منتوري بالقبة، وبعد خروجها منه توجهت إلى عيادة الطبيب المتورط في قضية الحال لتترك له ابنتيها فقام بدوره بوضعهما تحت تصرف المسماة (م.ذ) التي حررت لهما كفالة أمام نفس الموثق لتستلمهما فيما بعد عائلة تقيم هي الأخرى بفرنسا، وللظروف الاجتماعية والعار جانب في قضية تنامي ظاهرة الأمهات العازبات والفقر وقساوة العيش لأغلب النساء الجزائريات، وبالأخص تلك التي عانت ويلات العشرية السوداء، فعلى غرار من وجدت نفسها بين قبضة الجماعات التبشيرية وأخرى لتجارة الأعضاء البشرية، فإن أخرى وجدت نفسها تحت رحمة شبكات دولية لتهريب الرضع، بعدما غلب عليهن أمرهن ليلجن لعبة حقيرة اسمها تجارة الأطفال، فيتخلون تحت الإكراه من جهة وهربا من وصمة العار من جهة أخرى عن فلذات أكبادهن لشبكات جزائرية اشتهرت بتهريب البراءة ولكل فرد منها دوره في إتمام العملية بنجاح، بدءا من استلام الرضيع المتخلى عنه أو المسروق من المستشفيات ومصالح الأمومة والولادة إلى تسجيله بأسماء مستعارة بمساعدة مسؤولين في الحالة المدنية على مستوى الهيئات المحلية، كالبلدية التي دخلت هي الأخرى لعبة التهريب بتزوير وثائق تهريب الرضع والأطفال نحو الخارج. وفي هذا السياق تقول أم عزباء لها صلة بقضية الحال، إنها أنجبت طفلا غير شرعي بمستشفى عين طاية لينسب لها، ونظرا لظروفها الاجتماعية المزرية اضطرت لوضع في دار الحضانة بمنطقة سركوف، قبل أن يتصل بها الطبيب المتهم ويطلب منها وجوب استرجاع ابنها حتى تتمكن عائلة بفرنسا من التكفل به. وتأكد من خلال التحريات الأمنية أن عملية تحرير الكفالة تتم دون شهود أو حضور الطرف المستفيد، كما هو الشأن بالنسبة لأم عزباء أنجبت طفلها بعيادة خاصة بنواحي باش جراح لتحرر كفالته بطلب من الطبيب أو الموثق وأخرى وضعت مولودها غير الشرعي بمستشفى عين طاية. مسكن خاص لإيواء ورعاية الأمهات العازبات قبل وضع الحمل وقد خطط أفراد هذه العصابة لكل شيء من أجل إنجاح صفقاتهم من توفير سكنات خاصة لإيواء الأمهات العازبات قبل تمكينهن من التخلص من أجنتهن، كما هو شأن أم عزباء أخرى أكدت أنها قصدت مكتب الطبيب المتهم قصد الإجهاض وقد نصحها بالاحتفاظ به وأنه سيخفي حملها بحزام خاص ولما وضعت حملها رافقها وشقيقته إلى مسكن السيدة تدعى (م.ذ) بعد اتفاق مسبق مقابل 5 آلاف دج شهريا، حيث ظل الرضيع بذلك المسكن إلى غاية استرجاعه من قبل أفراد الشرطة على خلفية تفجير وقائع هذه القضية، وبهذا الشأن المستقبلة لهن التي سبق لها وأن تورطت مع الطبيب المتهم في قضية تخص رضيع مات بمسكنها سنة 2004 حيث جرت محاكمتها أمام مجلس قضاء بومرداس، وهي التي تم استرجاع من منزلها 3 أطفال متواجدين حاليا بدار حضانة الأطفال بالأبيار، اعترفت خلال التحقيق معها أنها كانت تقوم برعاية الرضع لصالح الطبيب المتهم وذلك منذ 10 سنوات وأنها آوت ما يقارب 25 طفلا تكفل خلالها الطبيب المتهم بمصاريفهم وكذا وثائقهم الإدارية إلى أن يجد كفيلا لهم، مضيفة أن جلهم نقل إلى خارج الوطن. ملائكة الرحمن في رحلة الموت إلى إسرائيل كما تمكنت مصالح الأمن الجزائرية في مرات عديدة من كشف النقاب عن شبكات إجرامية لتهريب الرضع نحو مختلف مناطق العالم مستغلة الظروف المعيشية والاجتماعية لذويهم، منهم من تمّ تحويله نحو كنداوفرنسا وأخطرهم حوّل إلى إسرائيل، حيث تؤكد بعض التقارير الأمنية، استغلال هذه الشبكات للرضع من أجل دعم معهد الاستنساخ اليهودي الموجود بكندا لتجرى عليهم تجارب من قبل وكالات دولية باتت تستقطب أطفالا ورضعا من ربوع العالم بما فيها الجزائر، لتستفيد منهم إسرائيل في نهاية المطاف لدعم الكيان الصهيوني، الذي، حسب مصادر مؤكدة، يقوم منذ مدة برعاية آلاف الأطفال والرضع ويرسخ في أذهانهم المبادىء اليهودية بعدما يجعل منهم مواليد بجنسية إسرائيلية. كما تؤكد بعض التقارير أن الدولة العبرية تقوم بضمهم إلى عصابات إرهابية بعد تنشئتهم وتعبئة أفكارهم لأجل تقتيل الشعب الفلسطيني فتكون بذلك قد أحسنت توظيف الدم العربي للقضاء على القضية الفلسطينية لا للدفاع عنها أو مساندتها، حيث تم تفكيك شبكات تعمل عبر نطاق ولايات الجزائر العاصمة، الطارف، تيارت ووهران، والتي ثبت أن لها علاقات مشبوهة مع منظمات دولية لها صلة مباشرة مع إسرائيل، ليجد ملائكة الرحمن بالجزائر أنفسهم ضحية مرتزقة عرقيين. وغالبا ما تتم هذه العمليات، حسب التحريات الأمنية، بتواطىء بين عمال قطاع الصحة بالدرجة الأولى، لتجد منهم رئيس مصلحة يتولى العملية بمساعدة المقربين منه من الممرضات وأعوان الأمن حتى تتم عملية تهريب الرضيع إلى مسؤول عن الحالة المدنية بالمصلحة الذي يكمن دوره في تزوير الوثائق. كما كشفت التحقيقات الأمنية الجزائرية تورط هذه الشبكات في تهريب الرضع الجزائريين عبر حدودنا مع بلدان المغرب العربي مقابل مبالغ مالية طائلة من العملة الصعبة لأجل ترتيب واستكمال عملية التهريب إلى الدول الأوروبية، حيث تعمل هذه الشبكات، حسب متتبعين أمنيين، على توظيف عمال وموظفين جزائريين وحتى أطباء للعمل تحت وصايتها وكل لما له من صلة مع الإدارة أو مختلف المستشفيات ومصالح الأمومة التي غالبا من تكون الممول الرئيسي بتسويق الضحايا من "ملائكة الرحمن"، ومنبعا للمتاجرة بهؤلاء الأبرياء. .. وشبكة أخرى تسقط في بني مسوس في سياق ذي صلة، وفي إطار مكافحة ظاهرة تهريب الرضع التي استفحلت بشدة في مجتمعنا، تمكنت مصالح أمن ولاية الجزائر من تفكيك إحدى الشبكات التي كانت تنشط بمصلحة الأمومة بالمستشفى الجامعي لبني مسوس والتي تورطت فيها ثلاث قابلات وممرضات وأعوان الحراسة بهذه المؤسسة الاستشفائية وذلك بتواطؤ مع مسؤول من مصلحة الحالة المدنية لبلدية بني مسوس.