أجلت أمس الغرفة الجنائية بمجلس قضاء العاصمة مرة أخرى ، ملف جد حساس يتعلق بتهريب الأطفال غير الشرعيين والأجنة إلى الخارج، و ذلك إلى الدورة الجنائية المقبلة ، وهي القضية التي تورط فيها 13 شخصا ، من بينهم رعية فرنسي وطبيب وموثقان . شهدت قضية الحال حضورا مكثف لوسائل الإعلام السمعية والبصرية و الصحافة المكتوبة، وقد تم تأجيل القضية من أجل إحضار العائلات من فرنسا و التي تبنّت الأطفال ، كما قرر أمس قاضي الجلسة الإفراج المؤقت عن خمسة نساء تورطن في القضية لغاية المحاكمة، في حين رفض الإفراج عن ابن الموثق الذي يعد أحد المرشحين في حصة "فرسان القرآن" التي بثتها التلفزة الجزائرية شهر رمضان ، و الذي توفي والده داخل السجن ، فيما تورط ابنه في انتحال صفة الغير . و قد انفجرت قضية الحال اثر تمكن مصالح الأمن من تفكيك شبكة مجرمين كانت وراء اختفاء عدد كبير من الأطفال وتهريبهم إلى الخارج عن طريق وكالات مزوّرة، حيث كانت وفاة إحدى الشابات أثناء عملية إجهاض سرّية بعيادة الطبيب المتهم الرئيسي في العملية، والذي اتضح فيما بعد أن هذا الأخير كان ينتحل صفة طبيب مختص في التوليد، يملك عيادة بعين طاية، ويعمل بالتواطؤ مع أخته على استغلال الأجنة المجهضة ، و التي يتم وضعها في محلول خاص، على أن تهرب لاحقا إلى الخارج. كما تبين من خلال التحقيق تورط موثقين ، عملا على توقيع تحرير وثيقة تنازل الأمهات العازبات عن الأطفال غير الشرعيين، كما تمكنت مصالح الأمن إثر فتح القضية من استرجاع 3 أطفال من مسكن مربية تعمل بدار حضانة بمنطقة الأبيار في العاصمة. كما تمّ اكتشاف تحرير 12 كفالة بين 2005 و2006، بينهم 9 أطفال تم تهريبهم من أرض الوطن بطريقة غير شرعية ، عن طريق إسناد الكفالة مقابل مبالغ مالية. كما تمكّن رعية فرنسية من تهريب طفلين إلى فرنسا بالتواطؤ مع الطبيب المتهم، وهما قاصران مجهولا الأبوين، على أساس أنهما ابناه الشرعيان، حسبما تظهره بطاقة الخروج. و أظهر التحقيق القضائي أن الطبيب كان يقوم بالتكفل بالأمهات العازبات إلى غاية وضع حملهن، ويشرف على تسجيل المواليد بالحالة المدنية إلى غاية مغادرتهم لأرض الوطن، بموجب كفالات يحررها موثق، وتسند مهمة رعاية الأطفال لمربية ببيتها بعين طاية ، إلى جانب رعاية الحوامل على وشك الإنجاب. وقد أكدت الأمهات العازبات أنهن تعرّضهن للتهديد بإرغامهن على التنازل بعد الولادة عن أطفالهن، بموجب كفالة مزوّرة محررة من عند موثق لبيعهم إلى عائلة بفرنسا. وقد أثبتت التحريات أن أربع حالات تم التكفل بها داخل أرض الوطن، فيما تم تهريب أربع رضع آخرين خارج الوطن، حيث تكفلت بهم عائلة فرنسية ، فيما قامت إحدى المتهمات بتسليم رضيعها مباشرة بعد وضعه، بعد أن وقعت على كفالة عند موثق بباش جراح، فيما قامت أخرى بمنح توأمها مقابل مبلغ 20 مليون سنتيم. أما المتهمة الثالثة فقد وضعته في دار الحضانة ب"سيركوف" ، و التي قامت بدورها بتسليمها إلى الطبيب الذي تم العثور في عيادته على عتاد طبي مختص في أمراض النساء ، ووثائق إدارية رسمية ومجوهرات ملفوفة بأوراق رسمية ، ومبالغ مالية بالعملة الوطنية والأجنبية. كما تم استرجاع ثلاثة قصر، حيث أشارت المربية خلال استجوابها أنها تقوم بالعمل لصالح الطبيب منذ 10 سنوات ، وتكفلت ب 25 طفلا، فيما يتكفل الطبيب بالمصاريف ، لغاية إيجاد العائلة الكفيلة التي تشتري الطفل بالملايين. هذا في انتظار إماطة المحاكمة الستار على الغموض الذي يشوب هذا الملف . شهرزاد./م