أصدرت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء فالمة عقوبة 15 سنة حبسا نافذا وتحمل المصاريف القضائية واسترجاع السلاح الناري وتحديد مدة الإكراه البدني بأقصى أمده للمتهم (د.ع)، البالغ من العمر 54 سنة، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد في حق زوجته (ب.ف) البالغة من العمر 50 سنة. ترجع تفاصيل هذه القضية إلى تاريخ 16ماي 2009 عندما رجعت الضحية (ذ.ف) من إسطبل المواشي بمشتة بوحمرة التي تبعد 2 كلم عن بلدية عين بن بيضاء الواقعة، 45 كلم عن عاصمة الولاية، لتجد زوجها في انتظارها وبيده بندقية صيد مملوءة ب''شتروتي'' وهو رصاص يستعمل في صيد الخنازير، إذ وجه لها طلقة نارية قاتلة صوب الرأس أدت إلى وفاتها بعين المكان، ثم قام بتبليغ أخيه عما ارتكبه في حق زوجته، فتدخل أهل المنطقة وأبناؤه الأربعة وكذا عناصر الدرك الوطني لبلدية عين بن بيضاء، فتم فتح تحقيق في القضية، ليكتشف أن سبب إقدامه على قتل زوجته هو الشك في خيانتها له. المتهم، وأثناء جلسة المحاكمة، اعترف بفعلته مصرحا بأن الدافع الأساسي وراء ارتكابه هذه الجريمة الشنعاء هو دافع الشك حيث طعن زوجته في شرفها، كما أنه مريض ويعاني من اضطرابات عصبية منذ أن قتل ابنه البكر على يد الإرهابيين في سنوات العشرية السوداء. ابن الضحية والمتهم (د. س) جامعي يبلغ من العمر 27 سنة، أكد أن والده بعد أن تقاعد تغيرت معاملته لوالدته وحتى لأبنائه متهما في ذلك أعمامه بتحريضه ضدهم، كما أن والده أصبح يقول كلاما غير مفهوم ويتصرف تصرفات غير طبيعية، كما حاول قتل والدته باستعمال سلاح أبيض في شهر نوفمبر .2008 ومنذ ذلك ذلك الوقت والأم وأبناؤها يعيشون على أعصابهم ويتوقعون في أي لحظة إقدام والدهم على تكرار فعلته. النيابة في مرافعتها عن السيرة الطيبة والأخلاق الحميدة للضحية وكذا أخلاق أولادها الأربعة، مرافعة النائب العام المطولة أجهش فيها الحاضرون بالبكاء، وطالب فيها هيئة المحكمة بتسليط عقوبة الإعدام للمتهم الذي اعتبر أنه لم يقتل زوجته فقط بل قتل معها أولادها. دفاع المتهم ركّز في مرافعته على القدرات العقلية لموكله وطالب بتعيين خبير أعصاب للتأكد من القدرات العقلية للمتهم وإفادته بأقصى ظروف التخفيف.