مثل أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة ثمانية متهمين من منطقة بوروبة، كانوا قد شاركوا فيما يعرف بحرب العصابات بعد أن تدججوا بالأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وسلاسل حديدية، ليقتحموا احد الأماكن المتواجدة بحي رابية الطاهر بباب الزوار عن طريق سيارتين، ويدخلوا في معركة انتهت بقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين بما فيهم قاصر بجروح متفاوتة الخطورة. محكمة الجنايات أدانت المتهم الرئيسي المدعو ( ر.ع) ب15 سنة سجنا نافذا، فيما تراوحت بقية الأحكام ما بين 5 سنوات وعام حبسا نافذا والبراءة لأحد المتهمين. في الوقت الذي التمس فيه ممثل الحق العام عقوبة المؤبد في حق المتهم الرئيسي و15 سنة سجنا لبقية المتهمين، معتبرا أن المعنيين قد حاولوا ترسيخ قانون الغاب من خلال قيامهم بالغارة بعد شجار بسيط والتنقل من منطقة إلى أخرى محملين بأسلحة بيضاء محظورة قانونا تسببت في إزهاق روح الضحية رضوان بينما أصيب ثلاثة أصدقائه بجروح. وقائع القضية -حسب مادار خلال الجلسة التي عجت بأهالي المتهمين المتابعين بارتكاب جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وتكوين جمعية أشرار والضرب والجرح العمدي باستعمال أسلحة بيضاء- تعود إلى 14 أكتوبر ,2008 بناء على نداء تلقته قاعة العمليات لأمن ولاية الجزائر، مفاده استقبال مصلحة الاستعجالات بمستشفى سليم زميرلي لمواطن راح ضحية الضرب والجرح العمدي بواسطة آلة حادة، أدى إلى وفاته، حيث انتقلت عناصر الفرقة الجنائية إلى عين المكان، واتضح أن الأمر يتعلق بالضحية (ط.ر). التحريات أكدت أن الواقعة جرت على إثر شجار نشب بين مجموعتين من الشباب المنحرف من منطقتي بوروبة وباب الزوار بواسطة أسلحة بيضاء، حيث يتقدم المجموعة الأولى المتهم (م.و) الذي حاول الثأر من المدعو (ز.ي) القاطن بباب الزوار، وهذا بعد أن قامت مجموعة حي رابيا الطاهر بباب الزوار، باعتراض طريق المتهم ( م.) المكنى فتحي بلدي وتهديده بالاعتداء عليه، حيث لم يتقبل المتهم ذلك وبدل اللجوء إلى مصالح الأمن، أراد تطبيق قانون الغاب -حسب ماجاء في قرار الإحالة- والثأر من المعنيين، فقام بجمع أفراد عصابته وحرّضهم على الثأر من الضحايا، وبعد أن تدججوا بالأسلحة من سيوف وخناجر، توجهوا عبر سيارتين للانتقام من المجموعة التي يتقدمها المدعو (ز.ي) وهو قاصر. المعني وخلال استجوابه، قال إنه كان جالسا رفقة أصدقائه بالحي يتناولون المشروبات الكحولية، حينما جاء المدعو (ف.ه) ومعه عشرة من أبناء حيه يحملون سيوف وخناجر وعصي وانهالوا عليهم بالضرب بواسطة الأسلحة، وأكد انه قبل الواقعة بيوم جرى بينهم شجار. المتهمون وخلال مثولهم أمام محكمة الجنايات، نفوا نيتهم في القتل وأكدوا على أن المتهم (ع.ر) هو من قام بطعن الضحية الذي لفظ أنفاسه. أما ممثل الحق العام فقد اعتبر أن الحادثة جد خطيرة وتمس بالأمن العام، لاسيما أنه كانت لديهم النية في قتل الضحية ورفقاءه عن طريق حملهم لأسلحة جد خطيرة وانتقلوا عبر سيارتين إلى الحي المتواجدة به المجموعة الثانية ليعلنوا حرب انتهت بإزهاق روح وإصابة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.