تراجعت الجريمة المنظمة بشتى أنواعها في ولاية عنابة بسبب مضاعفة الإجراءات الأمنية والسياسة الجديدة التي اتخذتها قوات الزي الأخضر بمنطقة بونة حيث عالجت ما يعادل 1057 قضية أوقفت من خلالها 1445شخص بتهمة الضرب والتعدي على الأشخاص والممتلكات،كما تنامت جرائم الآداب العامة . انطلقت قافلة فوج الصحافة الوطنية من دار الصحافة "طاهر جاووت "في حدود الساعة الثامنة صباحا كان الجو باردا جدا إلا أنه وبمجرد لحظات حتى انقلب الجو إلى مشمس، أخذنا الطريق السريع إلى أن وصلنا ضواحي البويرة أين الحافلة تتوقف ويخرج الفوج لشرب القهوة والاستراحة ثم انطلقنا ونحن كلنا شوقا لبلوغ مقاصدنا من البعثة . دخلنا ولاية سطيف مباشرة إلى مدسة ضباط الصف للدرك الوطني أين استقبلنا مدير المدرسة بحفاوة وجلسنا لتناول وجبة الغداء ثم شددنا الرحال إلى ولاية عنابة، كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا طوينا الطريق ونحن نتحدث عن مباراة كرة القدم التي جمعت بين الفريق الوطني والمصري بالخرطوم، كان الحديث مشوقا للغاية تناول من خلاله صحافيو مختلف الجرائد الوطنية رأي الصحافة المصرية في المباراة وكذا مختلف الأحدات التي وقعت في القاهرة حيث أبدى من خلالها الصحفيون غضبهم الشديد من إهانة المصريين لرموز وتاريخ الجزائر وتضخيم الصحافة المصرية لأعمال العنف المفترضة والتي حسب الصحفين لا صحة لها باعتبارهم كانوا من بين الطاقم الصحفي المبعوث إلى الخرطوم . وبدخولنا ولاية قسنطينة تفاجأنا بسقوط الأمطار التي انتهت بمغادرتنا لها لتعود الحرارة من جديد، مع غروب الشمس دخلنا ولاية عنابة التي بدت ملامحها بارزة في حركتها فهي الولاية التي لا تنام وتغلق أبوابها أمام الزوار لاحظنا تساقط قطرات الأمطار و بمجرد دخولنا المدينة المضيافة توجهنا مباشرة إلى المجموعة الولائية للدرك الوطني أين استقبلنا قائد المجموعة المقدم صحراوي بارور وتناولنا أكواب الشاي الساخن رفقة عناصر الدرك التابعة للمجموعة ثم انتقلنا إلى الإقامة المخصصة للبعثة الصحفية التي كانت في فندق الريم الجميل . وقضى الفوج ليلته بالفندق ليستيقظ على يوم كله نشاط رفقة عناصر الدرك بالولاية وذلك في حدود الساعة التاسعة أين تنقلنا رفقة قائد المجموعة إلى مكتبه أين أقام ندوته الصحفية الأولى التي جمعت بين الصحفين ومراسلي مختلف الجرائد الوطنية بالفرنسية والعربية، وهنا كشف المقدم صحراوي بارور أن المجموعة الولائية للدرك الوطني بعنابة تغطي كافة إقليم الولاية بنسبة 100 بالمائة وذلك عن طريق 13 فرقة إقلمية مقابل 12 بلدية بالولاية أي بتعداد إجمالي يقدر ب 590 فرد كاشفا أن المجموعة تتكون من 20 وحدة عملياتية منها فصيلتين للأمن والتدخل وفصيلة للأبحاث وكذا سرية أمن الطرقات وثلاثة كتائب إقليمية مع 13 فرقة إقليمية بالإضافة إلى الفوج السينوتقني . وأفاد المقدم أن وحدات المجموعة الولائية بعنابة نفذت خلال السنة الجارية أكثر من 20706 خدمة خارجية بمعدل 63 خدمة في اليوم أما في إطار محاربة الجريمة بشتى أنواعها ذكر صحراوي بارور أن وحدات المجموعة عالجت ما يعادل 1057 قضية تم من حلالها توقيف 1445 شخص، أودع منهم 170 رهن الحبس الاحتياطى كاشفا أن الجرائم بالولاية عرفت انخفاضا ملحوظا مقارنة مع السنة الماضية التي أوقف خلالها ما يقارب ألفي شخص بعد معالجة ما يعادل 1349 قضية وهذا ما أرجعه المتحدث إلى تكثيف تواجد الوحدات بالميدان، وخاصة زيادة عمليات المداهمات بالأماكن المعروفة باللصوصية و الإجرام . وعن الجريمة الشائعة بالولاية أفاد قائد المجموعة أن عنابة تعرف انتشار الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص والمتمثلة في الضرب والجرح العمدي حيث سجلت ذات المصالح منذ بداية السنة 502 جناية وجنحة، تليها الجنايات والجنح ضد الأموال والممتلكات ب 334 قضية ثم الجنايات والجنح ضد الأسرة والآداب ب 165 قضية . وقد كشف المقدم صحراوي أن انتشار متل هذه الجريمة بالولاية يعود بالدرجة الأولى إلى انتشار البطالة بحيث أن الشاب البطال هوالسبب الرئيسي في زرع الجريمة بالمنطقة وهذا ما تطلب حسب ذات المتحدث إلى تكثيف المراقبة على هذه الفئة " الشباب العاطل " لمحاربة ظاهرة الإجرام من خلال تسطير أكثر من 31 مداهمة تضمنت إقامة الحواجز والقيام بالدوريات وكذا مراقبة الأماكن المعروفة باللصوصية والشريط الساحلي مضيفا أن ذلك مكن من تعريف أكثر من 13 الف شخص وما يفوق خمسة آلاف مركبة وهذا ما أدى إلى توقيف 78 شخصا محل بحث الجهات الأمنية وكدا القضائية واسترجاع أسلحة بيضاء تمثلت في 19 خنجرا وقارورة مسيلة للدموع ، وكمية من المخدرات والمشروبات الكحولية بالإضافة إلى حجز 17 كلغ من المرجان وتم ذلك بإدراج المروحيات من اجل تاطير العناصر المشاركة في المداهمة عند هروب المجرمين إلى الأماكن المعزولة والغابية وكذا الكشف عن الحراڤة الذين يختبئون داخل الشاطئ ، من جهتها الملاهي الليلية كان لها الحصة الأكبر في عملية المداهة قصد القبض على القصر أوالمخدرات. وقد كانت آخر هذه العمليات يوم عيد الأضحى المبارك أين تم توقيف عصابة متكونة من 12 لصا بمنطقة وادي النيل ليبقى الرأس المدبر محل بحث الجهات الأمنية وهومن ولاية جيجل كما تم توقيف في عملية أخرى شاب يبلغ من العمر 17 سنة يدعى الصاروخ بتهمة السرقة والاعتداء وذلك من طرف فصيلة الأمن والتدخل بذات الولاية . وبعد نهاية العرض الصحفي تناول الطاقم الصحفي وجبة الفطور لتعود للاستراحة بالفندق ثم انطلقت للعمل الميداني بالوقوف على عملية المداهمة التي سطرتها قيادة المجموعة والتي باشرت في تنفيذها عناصر المجموعة في حدود منتصف النهار من يوم 09 ديسمبر لتتواصل إلى غاية 10من ذات الشهر على الساعة منتصف الليل والتي شارك فيها أكثر من 550 دركي، بالإضافة إلى مروحيتين للتغطية الجوية شملت الأحياء والمناطق المعروفة بانتشار مختلف الآفات الاجتماعية كحي السرول ووادي النيل وكذا حي حجر الديس، وفي كل تلك الأحياء التي كنا نتوقف فيها كان أفراد الدرك داخلها يطوقون المكان في كل الاتجهات ويوقومون بتفتيش كل المركبات المارة والمتواجدة بعين المكان زيادة على تفتيش الأشخاص والترجل داخل الأحياء رفقة الكلاب البوليسية المدربة على كشف المخدرات وحاملها، ضف إلى ذلك أن تلك الكلاب استعملت أيضا لكشف كل أنواع السلاح وحتى اقتفاء آثار المجرمين بعد أن تعطى للكلب قطعة أوشيئ من أشياء المجرم. صعدنا الحافلة متوجهين رفقة القائد بارور لمعاينة أعمال والمهام التي أوكلت لمختلف وحدات المجموعة التي تمركزت في مختلف مناطق إقليم الدرك الوطني وكانت المنطقة الأولى التي توقف فيها فوج الصحافة حي الصرول التابع لبلدية البوني أين تتموقع أكبر كثافة سكانية لاحضنا خلال توقفنا بالحي بساطة سكانه الذين كانوا متوقفين بالقرب من نقطة التفتيش في حين أخذ البعض النوافذ لمراقبة عناصر الدرك والتقينا بالرائد محمد خالد الذي كشف أن العملية هدفها الرئيسي زرع الأمن في نفوس المواطنيين وقد تم تقسيم الأفواج إلى فوجين رئيسيين يهتم الأول بتنظيم المرور ومراقبة المركبات فيما يسعى الثاني إلى تنشيط الحي وقد مكنت العملية في ساعاتها الأولى حسب الرائد إلى توقيف شخصين محل بحث ليضيف في الأخير أنه ورغم استعمال الكلاب البوليسية إلا أن المحجوزات من المخدرات كانت قليلة بسبب تواطؤ السكان الذين يقومون بإخبارهم عن تحركات عناصر الدرك باعتبار أن اللصوص من أبناء الحي نظرا للظروف المعيشية السيئة التي يعيشونها بالحي القصديري . وكشف محمد خالد أن عناصر الدرك تمكنت في وقت سابق من توقيف ثلاث شبكات إجرامية تتكون الأولى من ستة عناصر تم العثور بحوزتهم على أسلحة بيضاء فيما تجمع الثانية بين ثلاثة أشخاص كانوا يحملون خناجر وسيوف، أما الثالثة فكانت بتاريخ 04 ديسمبر أين تم توقيف ثلاثة أشخاص بحوزتهم 06 غرامات من الكيف المعالج وأسلحة بيضاء، ليضيف أن الموقوفين تم تقديمهم للعدالة . ثم توجهنا إلى سيدي عمار أين وقفنا على عملية توقيف مراهق بحوزته سلاح أبيض اعترف أنه يحمله من اجل الانتقام من شاب حاول الاعتداء على إبن عمه قائلا " الموس انتاعي باش نخلف الطار نتاع ولد عمي "، كما تم توقيف شخص محل بحث بتهمة المتاجرة بالمخدرات وحمل سلاح محظور. وقد تم العثور بحوزته على كمية من النقود من صنف 200 دج، أفادت ذات المصالح أنها من مكاسب الكيف التي التي تجزأ إلى قطع كل حسب وزنه وثمنه . خرجنا من الحي والدهشة بادية على وجوه الصحفيين من أقوال المراهق وتابعنا بعدها مراقبة الحواجز والدوريات بمختلف المناطق التابعة لإقليم أصحاب البدلة الخضراء. لكن الشيئ الذي شد انتباهنا ونحن رفقة الدركيين خلال عملية المداهمة هوالظلام الذي كان يسود كل الأحياء السكنية التي قصدناها،رغم أنها أحياء معزولة يقع أغلبها على طريق السكة الحديدية، وهنا أشار المقدم بارور صحراوي أن المشكل الأكبر بالنسبة للدركيين هي الإضاءة ما يجعل الجريمة تنمو بما أن الضلام يعرقل عمل رجال الدرك، مضيفا أن أبناء تلك الأحياء يقومون بكسر أعمدة الإنارة حتى لا تنكشف أعمالهم الإجرامية وفي ذات السياق أفاد أن ذلك لا ينطبق على جميع السكان ،"هنالك مجموعة من الأشخاص التي بمساعدتها تمكنا من القضاء على الرؤوس الكبيرة المدبرة للجريمة في ولاية عنابة حتى أننا أطحنا أيضا بشبكات من وراء مساعدة الأشخاص" ونحن على الطريق الساحلي لمنطقة سيدي سالم لاحضنا طائرتين للهيليكوبتر تحوم فوق الشريط الساحلي للمنطقة وذلك من أجل الكشف عن الشباب الذين يكونون بصدد ركوب البحر إلى الضفة المقابلة عن طريق شواطئ عنابة كما شاهدنا النار المشتعلة في بعض الشواطئ التي كشف بصددها المقدم صحراوي أن النار المشتعلة يستعملها الحراڤة ككلمة سر بينهم حيث عن طريقها يستدعون القوارب التي تحدد مكانهم عن طريق تلك النار. ثم توجهنا إلى ساحل الكورنيش وشاطئ الطوش تحديدا، هذه الأماكن معروفة في ولاية عنابة حسب المقدم بانتشار واسع للملاهي والحانات الليلية، وفي سؤالنا للمقدم عن سبب تنظيم مثل هذه المداهمات داخل تلك الأماكن رد قائلا "إن هدفنا من الدخول إلى هذه الأماكن هو القبض على القصر الذين يدخلونها وأحيانا كثيرة يتم استغلالهم مثل الفتيات زيادة على القبض على مروجي ومستهلكي ومدمني المخدرات الأشخاص الفارين سواء من المصالح الأمنية أو القضائية ". واسفرت عملية المداهمة التي انتهت في ساعات متاخرة من الليل إلى تعريف أكثر من 1120 شخص و257 مركبة من مختلف الأحجام فيما تم توقيف 09 أشخاص محل بحث الجهات القضائية وكذا توقيف 17 شخص بتهمة ارتكاب أفعال إجرامية كحمل السلاح واستهلاك المخدرات وحيازة الأقراص المهلوسة وغيرها كما تم استرجاع أسلحة بيضاء تمثلت في الخناجر والسيوف وكمية من المخدرات ومبلغ مالي قدر بأكثر من 23 ألف دج وقرص مهلوس بالإضافة إلى 97 قارورة مشروبات كحولية .