روبورتاج: نسيمة بوكلال زوجان مكفوفان يعيشان في كوخ مهترئ بجانبه شجرة بها دودة قز تفرز مواد سامة تؤرق حياة 380 عائلة ناشد سكان الحي الفوضوي "غابة النخيل" ببلدية باش جراح، رئيس دائرة والوالي المنتدب للمقاطعة الإدراية بالحراش التدخل لانتشالهم من حالة البؤس التي يعانونها. فحسب السكان الذين التقتهم "البلاد" أكدوا أن رئيس الدائرة سبق أن وعدهم أكثر من مرة بأنه سيمنحهم سكنات اجتماعية، إلا أن وعوده بقيت مجرد وعود جوفاء لم تجسد على أرض الواقع، مهددين في حالة عدم الترحيل إلى سكنات لائقة في الأشهر القليلة القادمة سيتم قطع الطريق وتصعيد الاحتجاج، لاسيما أن جل أولادهم أصيبوا بطفح جلدي وأمراض إلى جانب أمراض حساسية تسببها دودة قز تعيش في شجرة صنوبر وسط الحي وتفرز مواد سامة أدت إلى إصابتة الأطفال. إلى جانب ذلك يعيش زوجان مكفوفان وابنتهما بجانب الشجرة في حالة جد مزرية. أكد سكان الحي الفوضوي "حي غابة النخيل" ل"البلاد" أنهم ظلوا يحلمون بالترحيل منذ عدة 2004 حيث نصب أول بيت قصديري في المنطقة ليضم حاليا أكثر من 380 عائلة تحلم بسكن لائق. دودة قز وقوارض وأفاع تهدد سلامتهم اشتكى قاطنو الحي من النفايات المنزلية التي باتت ديكورا ينفر منه كل زائر أمام أعين المسؤولين، مما جعل الحي مكانا لا يطاق العيش فيه لكثرة الروائح الكريهة وانتشار الحشرات والقوارض وحتى الأفاعي خرجت لإلى السكان في العديد من المرات. وأضاف محدثونا أن الانتشار الكبير لهذه الأوساخ جعل الحي بؤرة للأمراض المزمنة والمعدية، فمعظم أطفال الحي مصابون بالربو ومثال ذلك عائلة مباركي رشيد الذي أصيب أولاده بالربو والعديد من سكان الحي أقعدهم المرض الفراش والذي زاد من معاناة هذه العائلة التي هي مجرد عينة من العائلات التي تعيش الظروف نفسها بهذا الحي والذين يحلمون باليوم الذي يأتي ويتم منحهم السكن فيه للهروب من الأمراض التي أصبحت فعلا تشكل خطر ليس فقط على سكان الحي الفوضوي. وأوضح محدثونا أنهم سبق أن دخلوا في نقاش مع رئيس الدائرة الذي وعدهم أكثر من مرة بتلبية احتياجاتهم لكن لا شيء تغير وقد أبدوا استغرابهم من هذه التصرفات واللامبالاة التي يعيشونها، متسائلين متى يحين الوقت الذي يرحلون فيه بكلمة "هل نحن جزائريون أم لا" والتي رددتها مجموعة من سكان الحي الذي سئموا هذه الوعود. لسعات حشرة غريبة تثير تساؤلات تعتبر دودة القز المتساقطة من شجر الصنوبر الذي يغطي جل سكنات حي غابة النخيل القصديري التابع لبلدية باش جراح والتي يبلغ طولها حوالي 3 سم فقط، مصدر قلق للعائلات لإفرازها مواد سامة بمجرد لمس شعيراتها، مطالبين السلطات المعنية بضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالتصدي لها، حيث أعرب في هذا الشأن بعض سكان الحي ممن تحدثوا إلينا عن ضيقهم من تماطل السلطات المحلية في الاستجابة لشكاواهم، مستهجنين موقف المسؤولين الذي وصفوه بغير المسؤول أمام وباء ينخر أجسادهم، حيث طالب سكان الحي بضرورة الإسراع في رش الأشجار ومحيط الغابة فضلا عن زوايا سكناتهم بالمبيدات والمضادات الكيماوية الفعالة للقضاء على الحشرة مؤكدين أن لسعات الحشرة تتسبب في إحداث احمرار وحكة، فضلا عن انتفاخ كبير مكان اللسعة، يصاحبها ألم شديد. تشققات وتصدعات خطيرة تنذر بالانهيار في أي لحظة أبدى سكان حي "النخيل" ببلدية باش جراح تخوفهم من الخطر الذي يحدق بهم في أية لحظة لاسيما مع التقلبات الجوية الأخيرة التي تسببت في انهيار بناية إحدى العائلات نتيجة انزلاق التربة التي أفضت عدة تشققات وتصدعات خطيرة، مما زاد من حدة الوضع وبذلك أصبح معظمها قابلا للانهيار حسب ما أكده سكان الحي العتيق ل"البلاد" الذين عبروا عن تسرب مياه الأمطار إلى داخل سكناتهم. كما ذكر محدثونا مشكل آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو ما يتعرضون له من أخطار صحية بسبب تضرر قنوات الصرف الصحي، وغياب الأمن مشكل لطالما أرقهم حيث صاروا عرضة للسرقة والاعتداء من طرف بعض المنحرفين مع حلول الظلام، خاصة أن الحي يفتقد الإنارة العمومية. فحسب السكان، فإن العديد من الأشخاص تعرضوا للتهديد بأسلحة بيضاء لذا ناشدت أكثر من 3800 عائلة بحي غابة النخيل ببلدية باش جراح تجسيد السلطات المحلية وعودها بترحيلها إلى سكنات لائقة بعدما أصبحت حياتها مهددة في أي لحضة بسبب الوضعية وإيجاد حلول عاجلة للمشاكل الكثير التي يعانون منها. انزلاق التربة…. مشكل آخر توالت خلال الأيام الأخيرة الماضية إثر الاضطرابات الجوية الأخيرة انهيارات بسبب انزلاق التربة، الأمر الذي زرع الهلع والرعب في نفوس العائلات، فضلا عن موجة الخوف التي أصبحت تنتابهم من المنحدرات الجبلية التي شيدت فوقها منازلها، مما جعلها عرضة لخطر الموت ردما وحياة التشرد نتيجة حوادث انهيار سكناتها تحت وطأة انجراف التربة كما هو الحال بالنسبة إلى الحادث الأخير لانزلاق التربة الأسبوع الماضي والذي تسبب في إحداث أضرار بمنزل أحد المواطنين. وفي هذا الصدد، وفي أعقاب الحوادث المسجلة في هذين الأسبوعين، تتعالى أصوات المئات من العائلات مناشدة الجهات المسؤولة، المحلية والولائية، بضرورة التفطن العاجل لخطر انزلاق التربة الذي ازدادت حدته، خاصة مع موجة السيول والأمطار التي شهدتها العاصمة مؤخرا، الأمر الذي ترك آثارا وأضرارا بليغة أدت إلى هشاشة التربة، مما انجر عنه تسجيل انجرافات عديدة مفاجئة خلفت انهيار سكنات بعض المواطنين الهشة الواقعة خاصة بالمنحدرات الجبلية..