أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، في مقابلة مع صحيفة "فرانكفورتر الغيميني تسايتونغ" الألمانية نشرت أمس، أن أوروبا ستدفع الثمن في حال قامت بإمداد مقاتلي المعارضة السورية بأسلحة. وقال الأسد للصحيفة الألمانية التي أجرت معه المقابلة في دمشق، "إذا قام الأوروبيون بإرسال أسلحة، فإن العمق الأوروبي سيصبح أرضا للإرهاب وستدفع أوروبا ثمن ذلك". واعتبر أن تدخل أوروبا بهذا الشكل من حيث تزويد المعارضة بالسلاح يعني تصدير الإرهاب لها مباشرة.. لأن الإرهاب عندما يسيطر هنا فإنه لن يتوقف بل سينشر رسالته الإرهابية باتجاه أوروبا، إما من خلال الهجرة غير الشرعية للإرهابيين أو من خلال عودة الإرهابيين الأوروبيين إلى بلدانهم الأصلية، وسيعودون مدربين ومشربين بالأيديولوجيا المتطرفة أضعاف المرات. كل ذلك سيؤدي وأدى برأيي إلى وجود انقسام، بل ربما صراع داخل الاتحاد الأوروبي حول هذه الحقائق، فلا يوجد لهم أي مخرج آخر، أو أن يضطروا للتعاون مع الدولة السورية ولو لم تعجبهم. وحول مفهوم المناطق المحررة قال "نحن لسنا في حرب نظامية حتى نفقد السيطرة عن أجزاء ونسيطر على أخرى، لسنا جيشا مقابل جيش، وبالتالي أرض محتلة نخرج العدو منها، إنما نحن جيش مقابل عصابات، صحيح أن الجيش لم يرد الدخول إلى مكان إلا وتمكن من الدخول إليه، وبالتالي نحن نستطيع أن نسيطر على أي مكان ندخل إليه، لكن في نفس الوقت الجيش لا يتواجد، وليست مهمته أن يتواجد في كل نقطة في سوريا". ورفض أن يسمي ما يحدث في سوريا "بأنه من ضمن الربيع العربي". وفي الأثناء، عجز الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي باراك أوباما عن تحقيق تقدم يذكر في حل خلافاتهما بشأن الصراع في سوريا. وقال أوباما، بعد لقاء ثنائي على هامش قمة مجموعة الثماني في إينيسكيلين بأيرلندا الشمالية، إن واشنطن وموسكو لديهما "وجهتي نظر مختلفتين بشأن هذه المشكلة"، مضيفا أنه يشارك بوتين الاهتمام بالحد من العنف وتأمين الأسلحة الكيميائية وحل الصراع من خلال الوسائل السياسية. واتفق بوتين على أن الهدف الرئيسي يتمثل في دفع النظام السوري والمعارضة للجلوس إلى طاولة المفاوضات. وقال بوتين "آراؤنا لا تتطابق، ولكن كل منا لديه النية لوقف العنف في سورية ووقف تزايد عدد الضحايا وحل الموقف سلميا، بما في ذلك دفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات في جنيف.. اتفقنا على دفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات".