اهتز الشارع الجزائري، أول أمس، على وقع الاعتداء الخطير الذي تعرض له فريق منتخبنا الوطني وذلك أثناء تنقله من مطار القاهرة الدولي إلى فندق إقامته.وقد أثبتت الجولة الميدانية التي قامت بها ''البلاد''، مباشرة بعد وقوع الحادث الرهيب، ان الرأي العام الجزائري يستنكر وبشدة الاعتداء الذي استهدف عناصر الخضرساعات قبل ''موقعة القاهرة''، واصفا الأشخاص الذين نفذوا العملية ب''قطاع طرق، أطاح بكاهلهم الجبن ونقص الثقة في فريقهم''. ''التواطؤ مفضوح وعلى المصريين إعادة حبك السيناريو'' وقد كشفت مقاطع من فيديو مصور أن المعتدين قد وجهوا وابلا من الحجارة الثقيلة على الحافلة التي كانت تقل المنتخب الوطني بهدف إلحاق الضرر بعناصره.وقد أكد محي الدين.س، شاهد عيان، في اتصال هاتفي ب''البلاد''، أن سائق الحافلة قد اعتمد طريقا مطولا للوصول إلى الفندق، كما أنه توقف عند حدوث الاعتداء، وهو أمر يفرز العديد من الشكوك ويرجح كفة حدوث تواطؤ مفضوح، إذ كان يجدر بالسائق مضاعفة السرعة لحماية الراكبين.كما اعتبر أن التصريحات التي أدلى بها هذا الأخير، والذي اتهم فيها عناصر الخضر بالوقوف وراء الحادثة، لا أساس لها من الصحة، قائلا: ''في الحقيقة، أنا جد مستاء لحال المصريين، فقد استعملوا كافة الوسائل لتبرير الموقف، لكن الأكيد في الأمر أن اللاعبين الجزائريين في كامل قواهم العقلية، وهي الحقيقة التي يصعب على الشعب المصري المساس بمصداقيتها، لذلك فاتهامهم بضرب أنفسهم أغرب من الخيال''. أما المناصر سعيد.ك، الذي تنقل مساء أمس إلى القاهرة، فيقول ''يا أهل مصر، أعيدوا حبك السيناريو من فضلكم''. '' ضربني وبكى سبقني واشتكى'' وقد تعالت هتافات وأصوات مناصري الخضر بترديد المثل الشعبي القائل ''ضربني وبكى سبقني واشكى''، في إشارة عميقة إلى الاتهامات التي تسعى لترويجها وسائل الإعلام المصرية وبعض الجهات التي تفننت في ضبط محاولات ضرب أسس الفريق الوطني.حيث ذكر عمر.ب ''إن حال الإخوان المصريين ينهد له الجبين، فكيف بأمة تدعي أنها صانعة مجد الأمم تجد صعوبة في صنع مجدها أصلا'' مضيفا ''إن ما حدث بالقاهرة عار مشين لشعب يجدر به أن يكون عربيا مسلما، ولو كنت مكان مناصري هذا البلد لما توجهت إلى الملعب اليوم''. من الطلاسم الفرعونية إلى الحجارة الحربية أما مناصرو الخضر الذين لم يسعفهم الحظ للوقوف كشاهد عيان على الحادث، فقد اتخذوا ''البلاد'' منبرا للرد على تجاوز الجمهور المصري للخطوط الحمراء.فقد ذكر سامي.ك، تقني سامٍ بإحدى المؤسسات العمومية، ''في الواقع يجب أن نتفهم أن مناصري الفراعنة قد انتهجوا سياسة جديدة لمحاولة الإطاحة بعناصرنا، وذلك بعد فشل طلاسمهم ونقمتهم الفرعونية على عناصر الخضر''، مضيفا ''إن المتتبع للشأن الكروي الراهن، لا يكاد يجزم بأن الجمهور المصري قد وضع اللاعبين الجزائريين تحت المجهر الدائم.ومن نظرية السحر التي عرضت كافة عناصر المنتخب في الأسبوع الأخير قبل المباراة لإصابات خطيرة، ينبئ بإستراتيجية جديدة تمخضت مباشرة عند وصول المنتخب الوطني للعاصمة المصرية''. إجراءات أمنية على ''الوحدة ونص''! تساءل العديد من الجزائريين عن الجدوى من وضع إجراءات أمنية يزعم أنها مشددة، في الوقت الذي يتعرض فيه عناصر الخضر لاعتداء وحشي فور وصولهم إلى أراضي الفراعنة، حيث أعاب العديد من مناصري الخضر على النظام الأمني جديته في ضمان السير الأمثل للقاء.وفي هذا السياق، ذكرت سعاد.ك أن ما حدث دليل قاطع على سوء التسيير المسبق لمباراة اليوم، ليقاطعها القول أحد المناصرين الغاضبين ''إن الإجراءات الأمنية التي تروج لها الجهات المصرية لا وجود لها بتاتا، والمؤامرة التي شنت ضد منتخبنا رد صريح على حدوث خلل في النظام الأمني''، مسترسلا في القول ''هي في الواقع صيغ أمنية تخدم عقلية ''على الوحدة ونص''، ولا ترقى إلى حماية محترفي المنتخب الوطني''. ''لكل فرعون موسى، والله وحده على الظالمين'' أما الحاج حسين، فقد استهجن الاعتداء الرهيب الذي وقع أول أمس قائلا: ''يقال إن لكل فرعون موسى، ونحن شعب مسلم يسلم كافة شؤونه إلى خالقه''، رافعا يديه إلى السماء ''أدعو الله عز وجل أن يوفق منتخبنا الوطني والله على الظالمين''. أما أمين.ك فيؤكد أن المعتدين قد استمدوا طاقتهم المشحونة من ضعف فريقهم، فلو كانوا يؤمنون ولو بنسبة ضئيلة بقوة منتخبهم في إحراز الفوز لما فعلوا ما فعلوه''. ''الحفرة والجبن'' من الصفات المعهودة على ''الحرامية'' كما أورد عماد الدين.ك، طالب بكلية الآداب، تحليلا لحادثة أمس الأول، ربطه في المقام الأول بمعنى ''الحرامي''، حيث اعتبر أن اللص يفتقر لمعاني الرجولة والشجاعة، لذلك يسعى للنيل من خصمه في ظلمات الليل، وهو الحال الذي ينطبق، حسبه، على المعتدين المجهولين على المنتخب الوطني، قائلا: ''لو تمتع أحد من المتعتدين بجزء طفيف من معاني إكرام الضيف وآداب اللياقة لما حدث ما حدث.، وكان على الأشقاء المصريين أن يردوا الجميل للجزائريين، حيث تم استقبالهم في ظروف جد حسنة بأرض المليون ونصف المليون شهيد''. أما (علي.ط) فقد دعا المعتدين إلى توجيه ضرباتهم الى الضفة الأخرى، ويقصد بها ''إسرائيل''، مردفا القول ''أعداؤنا اليوم هم أولئك الذين يشتتون الأسر الفلسطينية وينتهكون عرضها، لذلك يتوجب على المعتدين أن يتيقنوا من حقيقة مفادها أن لاعبي الخضر هم مسلمون عن قناعة.'' الاعتداء لن يؤثر على احترافية الخضر، وما لا يمكن نفيه أو التغاضي عن ذكره هو الروح العالية التي يتحلى بها مشجعو فريقنا الوطني، إذ بالرغم من الحادث المأساوي الذي تسبب في إصابة ستة من عناصر الخضر إلا أن اقتطاع تأشيرة الذهاب إلى المونديال لايزال حلم جميع الجزائريين. وقد ذكر أحد المناصرين في لقائه ب''البلاد'' إن الثقة العمياء في أشبال سعدان لن يهزها أي شيء، والاحترافية مؤشر لا ينصاع لأي متغير، سواء تعلق الأمر باعتداء أو غيره. يا شعب مصر...إنها مباراة كرة قدم فقط وقد اغتنم مشجعو ''كتيبة'' سعدان، الفرصة لتوجيه رسالة توعوية للشعب المصري عموما، ''عندما نتحدث عن مباراة كرة قدم يتحتم على مناصري الفريقين التحلي بكامل الروح الرياضية، لأن الأمر مجرد مباراة لا تزيد على 90 دقيقة، تنتهي بمجرد إطلاق الحكم تصفيرته النهائية، والفوز سيكون للأفضل'' . مناصرو الخضر يقيمون ''وعدة'' بتلمسان لم تخل أحاديث الرأي العام بولاية تلمسان من التطورات الخطيرة التي عرفتها الساحة الرياضية في القاهرة بالاعتداء الهمجي الذي تعرض له عناصر الفريق الوطني من طرف مشجعين مصريين على الطريق الرابط بين مطار القاهرة الدولي والفندق الذي تقيم فيه بعثة المنتخب الوطني. المواطنون على مختلف مستوياتهم ومشاربهم أجمعوا على أن ما حدث يوم الخميس يعتبر تعديا صارخا يتطلب نقل المباراة لبلد آخر غير مصر، لكون الشارع المصري أصبح اليوم معبأ ضد كل ما هو جزائري بفعل التهور الإعلامي للقنوات الفضائية المصرية وباقي مختلف وسائل الإعلام. وطغت ألوان الراية الوطنية والأغاني التي أطلقت من مكبرات الصوت في العديد من شوارع تلمسان وباقي البلديات الأخرى على مظاهر صباح يوم الجمعة بينما لاتزال المحالات التجارية تواصل بيع كل ماله علاقة بالحدث من صور وملصقات ورايات وأقمصة تحمل ألوان العلم الوطني. وغير بعيد عن تلمسان علمنا من سكان بعض المناطق الحدودية المتاخمة للمغرب إقدام مغاربة على اقتناء أعلام الراية الوطنية بطلب من جزائريين مقيمين في مدينة وجدة من أجل رفعها هذا اليوم والاحتفال في حالة التأهل في شوارع مدينة وجدة المغربية. وفي هذا الشأن دائما، أقام العديد من العائلات بوسط مدينة سبدو ''وعدة'' يوم أمس الجمعة حيث تمت دعوة العديد من السكان للمشاركة في الوليمة التي أقيمت من أجل الدعاء لفوز المنتخب الوطني في مقابلة اليوم على نظيره المصري.