- المخطط الفرنسي لم ينجح وولد لدى الطفل الجزائري الإصرار على الاستشهاد سيكون جمهور المسرح الوطني الجزائري "محي الدين باشطارزي" سهرة اليوم، بداية من الساعة السابعة مساء، على موعد مع العرض الشرفي العام لمسرحية "بوتي عمر.. ثورة البراءة"، وذلك ضمن إنتاجات المسرح الوطني والجمعية المسرحية "أشبال عين البنيان". وصمم الإخراج محمد عباس إسلام في تجربة جديدة وثرية بعناصر العملية المسرحية الجادة والمؤسسة. وبخصوص العمل الجديد؛ قال المخرج محمد عباس إسلام "شهدت الثورة الجزائرية قبل نصف قرن بطولات أفذاذ صنعوا التاريخ بنضالهم وتضحياتهم من أجل القضية الوطنية وصنعوا الحضور الجزائري الأصيل ضد الاحتلال الفرنسي الذي حاول وأد الجزائريين.. إنه "بوتي عمر" الذي فجر ثورة البراءة ضد المسخ الاستعماري ولا يزال نابضا في قلوبنا". من جانبه، قال رئيس الجمعية مصطفى علوان إن فكرة العرض "اختمرت لديه منذ فترة لتقديم نموذج حول مساهمة الطفل الجزائري خلال الثورة التحريرية ونحن نحتفل بخمسينيتها باعتبار أنه له تجربة في مجال مسرح الطفل تمتد على عقود طويلة". وقال المتحدث إنه تم التركيز على دور الطفل الجزائري في تحريك العمل الثوري لأنه، ورغم صغر سن الطفل الجزائري، فإنه كان شاهدا على فضاعة المرحلة والغبن والفقر الذي كان يعيشه أهله ومجتمعه في ظل الاستعمار الذي أفقده براءته مبكرا وحرمه نعمة التعليم والدراسة وعمد إلى إبعاده عن عناصر هويته وشخصيته الجزائرية. وأوضح أنه "بوجود شخصيات مثل الطفل البطل عمار ياسف؛ فإن المخطط الفرنسي لم ينجح وولد لدى الطفل الجزائري الواعي الإصرار على الاستشهاد من أجل الكرامة والحرية، وهذا سر اختيارنا لشخصية عمار ياسف الشهيد الصغير الذي كان رفيقا لنخبة من قادة الثورة من أمثال الشهيد العربي بن مهيدي، والبطل الشهيد علي لابوانت والشهيدة حسيبة بن بوعلي". وقال المتحدث أيضا "انطلق المشروع الذي سيتجسد على ركح مصطفى كاتب في عرضه الشرفي العام، حيث كتب النص المؤلف حسين طايلب وصمم الرؤية الإخراجية محمد إسلام عباس بمساعدة سيد أحمد مداح والسينوغرافيا لمبروك بدري، الموسيقى عبد الرحمن كروان، والإضاءة شاكر يحياوي". من ناحية أخرى، شرح رئيس "جمعية أشبال عين البنيان" مصطفى علوان مجمل العرض بالقول "ارتأينا السفر في دروب الماضي لنتلمس أحد رموز المقاومة في مسار ثورة التحرير الخالد إنه "بوتي عمر" الذي يعد نموذجا للأطفال من ذهب.. تحدوا الواقع رغم الويلات". من جانبه، قال الكاتب حسين طايلب "هي مسرحية لرجل كبير رغم أن عمار ياسف طفل صغير.. حاولنا إماطة اللثام عن سير الأبطال صنعوا نفس الملامح رغم أنهم أطفال وبوتي عمار كما كان يلقب في عمله الثوري.. كبير بالمعنى التاريخي للكلمة"، مشيرا إلى أن محمد آكلي ياسف أخ الشهيد عمر ياسف تابع التدريبات على المسرحية وذرف دموعا تأثرا بمشاهد العرض وأن المسرحية التي تمتد على مدار 55 دقيقة من الزمن الركحي هي "بورتريه للطفل البطل عمر ياسف واستقراء لسيرته الذاتية وقد شارك في النضال وانخرط في عمليات كبرى مع الفدائيين بالقصبة ورغم حداثة سنه فقد شارك بقوة وإيمان".