برأت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران، نهار أول أمس، رجل أعمال جزائريا يحمل الجنسية الهولندية منذ 20 سنة اتهم من خلال التحقيقات الأمنية والقضائية بأن له يدا في قضية تهريب 7 قناطير من المخدرات من ميناء وهران إلى بلجيكا في سنة ,2008 وهي الحمولة التي أحبطتها جمارك وهران وأطاحت بالشبكة التي يقودها البارون ''باسكال'' الموجود لحد الآن في حالة فرار رغم الأوامر الدولية التي أصدرتها الجزائر ودول أخرى للقبض عليه.للتذكير فإن النيابة العامة التمست في مرافعتها السجن المؤبد لرجل الأعمال الجزائري الحامل جنسية هولندية الذي قالت عنه إنه اليد الثانية بعد الفار ''باسكال'' في هذه الشبكة الدولية الخطيرة. أعادت من جديد محكمة جنايات وهران فتح ملف قضية تهريب 7 قناطير من الكيف وتصديرها عبر ميناء وهران إلى دول أوروبية بواسطة شاحنة تبريد بترقيم إسباني كانت بداخلها حمولة ''تفاح'' لتمويه عناصر الأمن والجمارك من أجل تحويل المخدرات وتهريبها إلى الخارج بعدما تم اقتناؤها من أحد البارونات المغاربة الذي ينشط على خط الحدود الجزائرية المغربية. وقد تمكنت مصالح الأمن، بالتنسيق مع الجمارك، من إلقاء القبض على بعض عناصر هذه الشبكة الدولية المختصة في ترويج السموم منهم ابن البارون ''باسكال''، وتم إدانتهم بعقوبة متفاوتة. وقد صرح هؤلاء أمام المصالح الأمنية والقضائية أن المدعو ''س.س'' المقيم بهولندا يعتبر الرقم الثاني في هذه الشبكة الدولية بعد البارون ''باسكال'' وأنه ستوكل إليه مهمة ترويج وتوزيع هذه الحمولة في كل من بلجيكا وهولندا بحكم ومعرفته وعلاقته القوية ببعض الشبكات الأوروبية التي تنشط في تجارة المخدرات. وحسب ما أشارت إليه محاضر المحققين الذين اشتغلوا على هذا الملف فإن لرجل الأعمال ''س.س'' علاقات ونفوذا مع السفارة الهولندية بالرباط، وتمكنت مصالح الأمن المغربية من إلقاء القبض عليه بناء على أمر بالقبض أصدره مكتب الإنتربول مع نهاية سنة ,2008 بعدما كان هذا الأخير حاضرا في أحد الملتقيات التي نظمتها السفارة الهولندية بالمغرب ليتم إيداعه الحبس بالمملكة المغربية لمدة 11 شهرا قبل أن يحول إلى الجزائر من أجل مثوله أمام محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء وهران بتهمة جناية تكوين جماعة أشرار ومحاولة تصدير 7 قناطير من المخدرات بطريقة غير شرعية. وخلال جلسة المحاكمة نفى بعض أفراد هذه الشبكة الذين تمت إدانتهم من قبل وحضروا إلى المحاكمة كشهود لهم علاقتهم بالشخص الموقوف وأن اسمه ذكر خطأ بالرغم من أن بعض الموقوفين أكدوا عند مثولهم أمام قاضي التحقيق أن رجل الأعمال ''س.س'' متورط في قضية ''التفاح'' وهذا ما دفع بالنيابة العامة التي التمست له السجن المؤبد بالقول إن هناك صفقة تمت بين المتهمين والمتهم المتورط في قضية الحال لإبعاد الشبهات عن هذا الأخير، وهذا من خلال التنسيق المحكم الذي تم بينهم داخل المؤسسة العقابية. وأضاف رجل الأعمال الهولندي الجنسية أنه لم يسبق له أن تورط في قضايا مماثلة والكل يشهد له بذلك حتى الدولة الهولندية. كما طلب في جلسة نهار أول أمس أيضا استدعاء السفير الهولندي بالمملكة المغربية لأخذ أقواله والاستماع إلى شهادته لأنها مهمة.