حدودنا مع المغرب ''هي الحد الفاصل بين الخير والشر''، هكذا يصف أحد المواطنين ما يحدث على الجهة الغربية من حدودنا. شبكات كتامة والريف أغرقت الجزائر بأطنان المخدرات دون توقيف، حتى بدت في بعض الأحيان كالسيل الجارف. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه إلى تجارة السلاح والذخيرة والمتفجرات. في المقابل لايزال البعض يمد تجار السموم والموت بالمواد الطاقوية من بنزين ومازوت. تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليون ونصف المليون لتر من المازوت تحجز سنويا على الحدود بين الجزائر والمغرب. وفي المقابل، تعبر الجزائر الأطنان من السموم التي تحظى تجارتها بحماية من شبكات كبرى في المغرب. فيما يظل تهريب السلاح الملف الذي ''فقد ظله''، حيث يتجنب المغرب التطرق إليه، وقد كانت قضية ''أنياب الفيل'' واحدة من أكبر القضايا التي عالجتها مصالح الأمن. تلمسان .. هنا مدخل النار.. ارتكزت الأرقام الصادرة عن مجموعة الدرك الوطني لولاية تلمسان، بشأن مكافحة التهريب خلال السنة الأخيرة، على جانب مثير يتعلق بارتفاع ملحوظ في عدد الأشخاص المتورطين في قضايا المتاجرة في الأسلحة، وكذا عدد الشبكات التي تم تفكيكها والناشطة في سوق السلاح والذخيرة والمتفجرات. فقد ضبطت وفككت عناصر مجموعة الدرك الوطني 5 شبكات اختصت في تهريب السلاح والذخيرة والمتفجرات، حيث تم توقيف 5 أشخاص مشتبه فيهم بتهمة تهريب المتفجرات. ويتعلق الأمر بضبط 183 لغما متفجرا ضد الأشخاص. وفي السياق نفسه، تم توقيف 15 شخصا متورطا في تجارة السلاح والذخيرة، وحجز بندقيتي صيد ومسدسين وبندقية من صنع محلي و12 ألفا و635 خرطوشة. وفي إطار تحقيقات قامت بها فصيلة الأبحاث والتحري التابعة للدرك الوطني بتلمسان، تم توقيف 3 أشخاص يشتبه في ضلوعهم في صناعة وبيع بنادق على مستوى ورشة بمنطقة واد الشولي بلدية الواد لخضر شرق الولاية، حيث تم حجز 3 بنادق صيد و4 بنادق تقليدية الصنع و142 خرطوشة 16مم و12 مم. وكانت قيمة الحصيلة السنوية من محجوزات عناصر الدرك بمختلف أنواعها، خلال السنة الماضية، تجاوزت 246 مليار سنتيم بتلمسان وحدها. المتاجرة في المواد المتفجرة والخطيرة لا تتوقف عند هذه الحصيلة، فمصالح الأمن عالجت قبل سنتين قضايا مختلفة تتعلق بمحاولة تهريب متفجرات وألغام مضادة للأشخاص قاربت 700 لغم بمغنية، وتم توقيف العديد من المتورطين، حيث أثبتت التحقيقات أن تلك المواد كان مخططا لها أن يتم نقلها نحو العاصمة وتحديدا للجماعة السلفية للدعوة والقتال. عام الفيل في سنة 2006 أحبطت مصالح الأمن بالجنوب محاولة نقل شحنة كبيرة من السلاح والمتفجرات إلى معاقل الإرهاب، مصدرها المغرب، حسب تحريات أمنية. القضية أكدت للرأي العام صحة كل ما أثير بشأن تورط مغربي في ''ضخ السلاح'' للجماعات الإرهابية في الجزائر، الشحنة حملت أسلحة نارية ومتفجرات، وكانت على متن شاحنتين قادمتين من الحدود الغربيةالجزائرية، أما وجهتها فكانت بوغني وبني عمران. وعرفت القضية إعلاميا ب''أنياب الفيل''، وهو الاسم الاستخباراتي للعملية التي تعد من أكبر القضايا التي نفذتها مصالح الأمن . وقد قدم الكثير من المتتبعين للقضية الأولى إعلاميا والأكبر والأهم في تاريخ تهريب السلاح من المغرب نحو الجزائر. ''أنياب الفيل'' هي واحدة من أنياب أرادت عدة قوى إقليمية غرسها في الظهر الجزائري منذ مطلع الأزمة الدموية التي عاشتها الجزائر، إلا أن الكثير من تفاصيل تلك العمليات تظل بعيدة عن الأضواء. فقد كانت الحدود الغربية خلال فترة التسعينيات نقطة عبور لكل أدوات الموت. من الجانب الآخر، لم يخف عبد القادر بلعيرج ما ظل يراوغ به المحققون المغاربة في بداية الأمر. وفي مطلع جويلية 2008 كشف عن وجهة الأسلحة التي تم ضبطها في مرآب لتاجر بمدينة وجدة. وقال بلعيرج المتهم في أكبر قضايا الإرهاب والأسلحة بالمغرب إن تلك الأسلحة كانت موجهة نحو الجزائر، وهي من آخر القضايا التي أثيرت في المملكة وأسالت الكثير من الحبر، كون امتداداتها موجودة ببلجيكا وواقعها بالمغرب ونهاية رحلتها في الجزائر. زوج بغال يمثل الجانب المغربي من المركز الحدودي، العقيد لطفي للجزائر، رمزا مثيرا عن المألوف. فقد ظل مركز زوج بغال النقطة الأكثر إثارة للجدل بين البلدين، لكن المركز نفسه الذي شهد قمة ثلاثية سنة 1984 بين الحسن الثاني والشاذلي بن جديد والملك فهد بن عبد العزيز الذي جلس بينهما على الخط الفاصل بين البلدين تحت خيمة نصبت لهذا الغرض. رغم هذه الرمزية في اللقاء إلا أن السنوات التي تلت تلك القمة كانت بمثابة كرة الثلج التي أتت على ما تبقى من دفء في العلاقات بين البلدين. من مركز زوج بغال مرت شحنات الأسلحة، وخرج الباحثون عن اللجوء السياسي. ومنه دخل ذات يوم فرنسي كان يقود سيارة محملة بالسلاح.. لكل هذه الأسباب، فالجزائر اليوم جد حذرة من تكرار مغامرة إعادة فتح الحدود. وبدا واضحا أن اللعب مع ''زوج بغال'' أخطر من كل التوقعات. شيء من السياسة عوامل عديدة تفاعلت مع بعضها البعض وظلت تصب في خانة تعكير الأجواء بين البلدين. وهو ما يجعل الجانب الجزائري أكثر حذرا عندما يتعلق الأمر بالحديث عن إمكانية ترتيب عودة المياه إلى مجاريها. وخرج ملف النزاع القائم بين جبهة البوليساريو والمغرب بشأن الصحراء الغربية، فإن قضية الحدود الجزائرية المغربية لها أبعاد أخرى بالنسبة للجزائر، أبعاد أمنية تشكل جزءا من المنظومة الأمنية التي تصرف الدولة ملايير الدينارات على تعزيز إمكانياتها مع تنامي مختلف أنواع الجرائم وتلك المرتبطة بالجريمة المنظمة والعابرة للحدود. وبالنهاية فإن الجزائر لا يمكنها المغامرة مرة أخرى بأمنها لعيون علاقات لا يريد لها المغرب أن تظل في إطارها المحدد بالمصالح المتبادلة، لأن المغرب يريد تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية تحت مظلة حسن الجوار، في حين يمارس أبشع صور التشويه للجزائر ومواقفها تجاه القضايا الإقليمية. وإذا كانت الجزائر تريد مصالح مغاربية فإن المغرب يسعى لحصر هذه السياسة لصالح مصالح مغربية. قصاصات مغربية : محمد السادس يعفو عن مهربي أسلحة إلى الجزائر سلطت محاكمة عدد من الجزائريين والمغاربة سنة ,1994 بتهمة تهريب السلاح إلى الجزائر، الضوء لأول مرة على هذه العمليات. فقد تمكنت مصالح الأمن المغربية من رصد سيارة أجنبية قام الجزائريان سعيد حماز وعمر شبلال بإدخالها إلى الرباط وهي محملة بالأسلحة قادمين من أوروبا. وبعد أن تم تفريغ الشحنة من أجل الاستعداد لنقلها إلى الجهة الشرقية، قام الجزائريان بمساعدة أحد أصدقائهما، ويقيم في الرباط، ببيع السيارة إلى مغربي آخر يقيم في سلا. هذا الأخير اكتشف أن الجزائريين نسيا مسدسين كانا مخبأين تحت المقاعد الخلفية للسيارة، فاتصل بصديقه في الرباط ليخبره بالواقعة، فنصحه هذا الأخير برمي المسدسين في نهر أبي رقراق ونسيان أمرهما. إلا أن الشرطة باغتت الجزائريين وأصدقاءهما المغاربة، ومنهم حسن إغيري وعمر قاسو فاعتقلتهم وأدانتهم ب10سنوات سجنا نافذا بتهمة تهريب السلاح، قبل أن يتم الإفراج عنهم في العفو الملكي لسنة .2004 مصادر مطلعة أفادت ''البلاد'' بأن خطوط إمدادات السلاح كانت تنطلق من فرنسا وإسبانيا وألمانيا، وكانت تنشط أساسا في فترات عبور المهاجرين، حيث كان يتم استعمال السيارات لنقل الأسلحة عبر ميناء طنجة أو عبر سبتة ومليلية. وبعد ذلك يتم نقلها عبر تازة وأكنول إلى وجدة ومنها إلى التراب الجزائري. النزيف في صفوف عناصر دروكدال يتواصل القضاء على إرهابي بتيزي وزو واسترجاع كلاشينكوف قضت قوات الأمن المشتركة، على إرهابي في كمين نصب له أول أمس الثلاثاء، حوالي الساعة الثامنة ونصف مساء، بمنطقة بوخالفة بتيزي وزو، ومكّن من استرجاع سلاحه من نوع كلاشينكوف. كما مكّن مصالح الأمن من تحديد هويته، ويدعى ''ناصر.م'' 32 سنة. وينحدر من سيدي نعمان التي تبعد حوالي 15 كم إلى الشمال الشرقي من عاصمة الولاية تيزي وزو. وتأتي هذه العملية لقوات الأمن، ضمن سلسلة من النجاحات المحققة من طرفها، في ااصطيادب، بقايا عناصر تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، سواء بمنطقة القبائل، حيث فرضت قوات الأمن حصارا كبيرا وشللا في حركاتها، أوفي منطقة الشريعة، حيث كللت عملية التمشيط التي قام بها عناصر الأمن من القضاء على 16 إرهابيا بمنطقة صوحان في ولاية البليدة. كما أن النجاحات المحققة جاءت بفضل الاستعلامات التي باشرتها مصالح الأمن، ما مكنها من اختراقات هامة في صفوف شبكات دعم الإرهابيين، وأتاح تحقيق نتائج أمنية كبيرة. والعامل الثاني المنتهج من طرف مصالح الأمن، جاء بمساعدة إرهابيين تائبين وآخرين سلموا أنفسهم لمصالح أمن ولاية تيزي وزو، مؤخرا، وهو الاختراق الأمني المتمكن، الذي حققته قوات الأمن والذي لم يسبق له مثيل، بالإضافة إلى نفاذ الذخيرة والأسلحة خاصة بإغلاق كل منافذ التموين وطرق الاتصالات من طرف مصالح الأمن، وتطويق الحصار من خلال عمليات التمشيط التي لا تزال مستمرة.