تحولت كل من منطقة بني بوسعيد.. محمدالصالح.. روبان.. زوية.. أولاد السبع.. وغيرها من الأماكن بمدينة مغنية الحدودية، إلى مناطق إمداد تهرب منها خيرات الجزائر لإحياء مدينة وجدة الميتة، التي يفطر سكانها صباحا على الخبز الجزائري الساخن ويسترزقون من نفط حاسي مسعود وتمنراست، مقابل إغراق السوق الجزائرية بأطنان من المخدرات.. الخمر والسلاح الذي يقتل به الجزائريون بعضهم البعض. * تمكنت فرق حرس الحدود التابع للدرك الوطني بمغنية من حجز مايزيد عن 800 ألف لتر من الوقود الموجه للمغرب، والذي تتواطأ في تهريبه قرى ومداشر بكاملها يقع نصفها الأول في الجزائر والنصف الثاني في المغرب، وتربطها علاقة مصاهرة وقرابة، حيث يتنقل أفرادها بكل حرية بين البلدين، وهم يعتبرون المتاجرة بالمازوت المهرب مصدر رزقهم الوحيد، مستعملين بذلك مختلف الطرق والوسائل. * "الشروق" تنقلت إلى هذه المناطق في عملية استطلاع لحرس الحدود، وأول شيء لاحظناه هو الكم الهائل للحمير التي تفوق أعدادها في بعض المناطق أعداد البشر، وهي مدربة بشكل جيد على التنقل في المناطق الخفية وتهريب البراميل الثقيلة من النفط. * هذاما شاهدناه بأعيننا ليلة أول أمس في حدود الساعة الحادية عشر ليلا، حيث رصدنا قطيعا من الحمير بمنطقة الزوية، وبالضبط الطرق الأصفر الذي تفصله 100 متر على التراب المغربي. هذه الحمير التي كانت تسير بمفردها في جنح الظلام، كانت تحمل فوق ظهورها ما يقارب 1000 لتر من المازوت، وكان يقودها حمار كبير الحجم درب بشكل جيد على التخفي واجتناب الأنظار، وكان كل حمار يحمل ستة براميل تحتوي على 180 لتر من المازوت. ورغم المكانة الكبيرة التي يحتلها الحمير في هذه المناطق، حيث تباع بأزيد من مليوني سنتيم، غير أنها تتعرض للإجهاد الشديد، مما يعرضها للسقوط أرضا من شدة الثقل، وهذا ما وقع أمام أعيننا، مما جعلنا نتأثر للعذاب الذي يتعرض له هذا الحيوان الذي عادة ما يتعرض للقتل والتجويع بعد انتهاء صلاحيته. * * سيارة "رونو 25" لتهريب المخدرات، الكحول والسلاح * * المتجول في مختلف أحياء وشوارع مدينة مغنية يلاحظ عددا كبيرا من سيارة "رونو 25" التي تعتبر من أكثر السيارات تداولا واستعمالا في تهريب المازوت ومختلف أنواع المواد الغذائية، وحتى الماشية، وهذا يرجع إلى قدرة خزانها على احتواء كميات كبيرة من الوقود، كما تتميز أيضا بصندوقها الخلفي الكبير الذي بقدرته حمل مايزيد عن أربعة مائة كيلو غرام، وهذا ما تعجز عنه السيارة العادية، ومعظم عمليات التهريب التي رصدها حراس الحدود كانت باستعمال هذا النوع من السيارات، وهذا ما عايناه أمس الأول، حيث تمكنت وحدات حراسة الحدود على توقيف سيارة من نوع "رونو 25" وعلى متنها 400 كغ من المخدرات التي كانت في صندوقها الخلفي، ونظرا للشبهة التي باتت تكتسي هذه السيارة التي عادة ما تكون محل تفتيش من طرف رجال الدرك، تحول أهالي الحدود الغربية إلى شراء سيارة "مارسيدس" جيل الثمانينات التي تتميز أيضا بصندوقها الخلفي الكبير وخزانها الواسع. * ويستعمل هذا النوع من السيارات أيضا في تهريب كميات كبيرة من التبغ والخمور والأسلحة، حيث ضبطت فرق حراسة الحدود أزيد من 2600 قارورة خمر و153 ألف علبة تبغ و9221 ذخيرة سلاح يجهل وجهتها الحقيقية، لكن بعض المصادر التي تشتغل في مجال التحقيق ذكرت فرضية وجهة الذخيرة لشبكات المتاجرة بالسلاح والذخيرة الحربية، حيث بينت التحريات تنسيق هذه الشبكات مع الجماعات الإرهابية، وسبق لها تمويل تنظيم "الجماعة السلفية" بالمواد المتفجرة التي استخدمت في أولى الاعتداءات الانتحارية بالعاصمة، حسبما ذكرته الشروق اليومي في وقت سابق.