سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
استعملهم كدروع بشرية تفاديا للتصفية: يحيى جوادي اختطف الرهائن الإسبان للالتحاق بكتيبة طارق بن زياد شرق مالي الهدف من العملية هو إعادة الحركية لنشاط المنطقة التاسعة بعد دخول بلمختار في هدنة
أفاد مصدر أمني على صلة بملف مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوي ل''البلاد'' أمس أن يحيى جوادي أمير المنطقة التاسعة لتنظيم الجماعة السلفية أو ما يطلق عليه ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' وراء عملية اختطاف ثلاثة رعايا إسبان من بينهم امرأة.وأضاف المصدر أن العملية التي تعتبر الأولى بالنسبة للمدعو ''أبو عمار'' منذ أن عين أميرا لفصيل الصحراء لتنظيم القاعدة من قبل أبو مصعب عبد الودود الأمير الوطني لتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال خلفا لمختار بلمختار الذي دخل في هدنة مؤقتة نظرا لوضعيته الصحية ورغبته في تطليق العمل المسلح نهائيا. وقال المصدر إن يحيى جوادي كان يهدف من خلال اختطاف عمال الإغاثة الإسبان، إلى استعمالهم كدروع بشرية من أجل التحرك نحو شرق المالي على الحدود النيجيرية للالتحاق بأمير كتيبة طارق ابن زياد التي أسسها بلمختار ويقودها حاليا، عبد الحميد أبو زيد المدعو ''عبد الحميد السوفي''. ويشكل يحيى جوادي وعبد الحميد أبو زيد حلفا ضد مختار بلمختار المدعو أبو العباس الذي كان ينشط في المنطقة التاسعة قبل أن يقرر تطليق العمل المسلح والدخول في هدنة لم تظهر بعد معالمها بصفة رسمية. وحسب مصادر محلية فإن يحيى جوادي أراد الالتحاق بشرق مالي، حيث يوجد حليفه خوفا من التصفية من قبل قبيلة ''الأجواد'' ذات الأصول الجزائرية التي تعيش بالمنطقة وقبيلة ''الأزوات'' وهي القبائل الرافضة للوجود الإرهابي بالمنطقة بالإضافة إلى صعوبة تحرك الإرهابي جوادي نحو شرق المالي لسيطرة بلمختار وأتباعه على مناطق الساحل، حيث يترصده أبو العباس من أجل تصفيته. وأشرف أمير المنطقة التاسعة في تنظيم دروكدال، حسب المعلومات المتوفرة على عملية الاختطاف، في حين وردت أنباء بأنه كان موجودا في منطقة ''عرق الشباشب'' أو ''الشماشم''، وهي المنطقة التي تربط الحدود المشتركة بين الجزائر وموريتانيا ومالي وهو مكان عملية تسليمهم من قبل سلفيين موريتانيين يعملون لحسابه قبل أن يتم اختطافهم في ساحل المحيط الأطلسي في الطريق بين مدينتي نواديبو ونواكشوط في الحدود الموريتانية والمالية لكن الرواية الموريتانية ترى عكس ذلك، حيث أنه من الصعوبة بمكان تنقل جماعة المختطفين إلى مالي لوجود عدة مسالك وطرق فرعية. ويرى خبراء أمنيون أن الإرهابي يحيى جوادي يحاول من خلال عملية الاختطاف إعادة الحركية لنشاط المنطقة التاسعة بعد دخول بلمختار في هدنة مؤقتة وتسليم عدد من الإرهابيين أنفسهم للسلطات المعنية بإيعاز من أبو العباس الذي كان وراء تحرير عدد من الرهائن الأجانب في المنطقة من بينهم مبعوث الأممالمتحدة الكندي ''روبرت فولر'' على الحدود المالية النيجرية عن طريق تدخل أنصاره الناشطين بالمنطقة واعتراض المختطفين. وكان تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي قد أعلن موريتانيا ''أرض جهاد'' مركزا جهوده عليها بغية تحييدها من الإستراتيجية الأمريكية والغربية بخصوص مكافحة الإرهاب في الصحراء الكبرى والقرن الإفريقي، وذكرت مصادر متطابقة في وقت سابق أن يحيى جوادي أفلت في الصائفة الماضية من كمين نصب من قبل الأمن المالي بالتعاون مع الاستخبارات الموريتانية والأمريكية، حيث كان ينوي الإرهابي ''أبو عمار'' إتمام صفقة سلاح تفاوض حولها مع تجار سلاح ماليين تعاملوا في السابق مع بلمختار وتتمثل الصفقة في شراء كمية من مادة المتفجرات لنقلها لمعاقل تنظيم السلفية بشمال الجزائر.