لا تزال قضية الرهائن الكنديين والأوربيين لدى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تثير العديد من التساؤلات حول مكان احتجازهم، وأفادت مصادر مالية أن المختطفين موجودين بين أيدي مجموعة إرهابية يقودها مختار بلمختار، المدعو الأعور الأمير السابق للمنطقة التاسعة في تنظيم الجماعة السلفية "الصحراء"، في وقت رجحت فيه مصادر جزائرية أن يكون يحيى جوادي المكنى أبو عمار، خليفة الأعور على رأس "القاعدة" في الصحراء هو الذي قام بعملية الاختطاف. نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر أمنية مالية، قريبة من الملف، أن الدبلوماسيين الكنديين وأربعة سياح أوروبيين المخطوفين في النيجر موجودين بين أيدي مختار بن مختار الأمير السابق للمنطقة التاسعة "الصحراء" في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وكان نفس المصدر قد تحدث عن شريط يظهر فيه الدبلوماسيون الكنديون وأن مختار بن مختار يطالب بالإفراج عن موريتانيين اثنين من عناصر القاعدة المعتقلين في موريتانيا مقابل الإفراج عن رهائنه. وتثير هذه المعلومات تساؤلات عديدة على اعتبار أن مختار بلمختار، المدعو الأعور كان قد تمت تنحيته من على رأس المنطقة التاسعة واستخلافه بيحيى جوادي المدعو أبو عمار، وتحدثت مصادر عليمة عن دخول الأعور في اتصالات جد متقدمة مع قوات الأمن تمهيدا لتسليم نفسه إلى السلطات الأمنية والاستفادة من تدابير العفو التي يتضمنها ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وأشارت نفس المصادر على أن هذه الاتصالات قد تعثرت بعد رفض السلطات تسليم مختار بلمختار جواز سفر من أجل الإقامة بإحدى دول جنوب الصحراء الكبرى، ويجهل لحد الآن إن كان هذا الإرهابي قد عاد إلى النشاط المسلح، علما أن جهات أمنية على صلة بالملف تربط بين الأعور وشبكات التهريب في الجنوب وتتحدث عن صلات متينة تربطه مع عدد من الأعيان وأباطرة التهريب في مالي والنيجر. وكشفت مصادر جزائرية من جهة أخرى معلومات مختلفة تفيد بأن المختطفين يوجدون بين يدي يحيى جوادي المكنى أبو عمار أمير المنطقة التاسعة في التنظيم الإرهابي والذي يعتبر من بين أهم الإرهابيين المطلوبين من قبل قوات الأمن الجزائرية ويأتي اسمه مباشرة بعد اسم زعيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي تنسب نفسها للقاعدة، عبد الملك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود، هذا و أشارت مصادر أخرى استنادا إلى معلومات استقتها من بدو صحراء الساحل الإفريقي، أن جماعتين تنتميان لتنظيم القاعدة تحتجز إحداهما الدبلوماسيين الكنديين، فيما يوجد السياح الأوروبيون الأربعة بين يدي الثانية. للإشارة كان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد أعلن مسؤوليته عن خطف دبلوماسيين وسياح كنديين وأوربيين، ورجحت مصادر مطلعة وجود المختطفين في منطقة على الحدود بين مالي والنيجر، وطلبت كندا مساعدة عدة بلدان بما فيها مالي من أجل الإفراج عن روبرت فاولر الموفد الخاص للامين العام للأمم المتحدة في النيجر وزميله لوي غاي اللذين اختفيا في منتصف ديسمبر في النيجر.