يثير انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير تساؤلات كثيرة في عدد من ولايات الغرب الجزائري، تتعلق أولا بمدى انتشاره وطريقة الإصابة، وكذا الأسباب التي تقف وراء وفاة امرأة شابة رفقة مولودها بولاية غليزان وتسجيل عشرات الحالات في الشلف، مستغانم، بشار، سيدي بلعباس ومعسكر، حيث يخضع أصحابها حاليا لعلاج مركز في المراكز الإستشفائية التي قام بتطعيمهم بعقار ''تاميفلو'' الذي يعرف ندرة في بعض المصحات التي تولت مهمة رقابة الأشخاص المصابين بفيروس انفلونزا الخنازير '' اتش 1 ان1 ''، فقد باتت هذه المراكز الصحية أكثر تشاؤما حيال انتشار موجة الانفلونزا الراهنة. بعد أن تبين أن فيروسا هجينا ظهر بالموازاة مع انفلونزا الموسمية في عدد من حالات الإصابة بولايات الغرب الجزائري، خلق أجواء من الرعب والترقب لدى الأوساط الطبية والشعبية في هذه الولايات على حد سواء. وقد أدى تطور حالات الإصابة بولاية الشلف إلى ظهور علامات توجس وقلق كبيرين لدى المصالح الطبية، طالما أنه ليس هناك مايكفي من المختصين في ''الإنعاش'' داخل مستشفيات القطاع العام، حيث تسود موجة من المخاوف من تبعات هذه الأزمة الحاصلة في الأطباء المختصين، بدليل أن الحالات السبع المسجلة تقريبا في خمسة مستشفيات عبر تراب الولاية لم يتم التكفل بها بالمعنى الكامل، حيث أن اثنان منهم يخضعان حاليا لرقابة طبية مكثفة، بينما تم تسريح آخرين بعد خضوعهم لكامل الإجراءات الطبية. ووفقا لمصادر طبية، فإن الهاجس الكبير الذي أصبح يؤرق جميع الهيئات الطبية على مستوى العالم، ترك مصالح مديرية الصحة بالشلف في حيرة من أمرها، خاصة في أقسام مصلحة الاستعجالات في كامل المستشفيات، حيث تلتقي حالات الأنفلونزا الموسمية مع الأشخاص الآخرين المشتبه في حملهم إصابات فيروس انفلونزا الخنازير، الأمر الذي دفع بهذه الهيئات إلى تعزيز ذات المصلحة بإلغاء نظام المناوبة من جديد لتجنيد عدد معتبر من الفرق الطبية لمنع انتشار الفيروس. علما أن المطار الدولي بالولاية عُزز أمس بفريق طبي مكون من 12 مختصا في الأمراض الوبائية المعدية مزودين بكاميرات حرارية جديدة . في السياق ذاته، يبقى الوضع في ولاية غليزان مقلقا خاصة بعد تسجيل مصرع امرأة في العقد الثالث من العمر رفقة مولودها بالمستشفى الجامعي وهران عقب نقلهما من مدينة وادي رهيو في حالة غيبوبة. كما تم الإعلان عن تسجيل حالتين مشتبه فيهما لامرأة ورجل ظهرت عليهما أعراض فيروس انفلونزا ''اتش 1 ان ,''1 حيث كشفت حالتهما بمستشفى محمد بوضياف بعاصمة الولاية وضعا تحت الحجر الصحي في انتظار ورود نتائج معهد باستور لتأكيد إصابتهما بالفيروس. هذه الوضعية دفعت بمديرية الصحة في الولاية إلى تشكيل خلية متابعة لرصد أية معلومة بخصوص حالة المصابين الجدد مع مراقبة الوضع لمنع انتشار هذا الوباء. ولا يختلف الوضع كثيرا في ولاية بشار التي تبقى تنتظر دورها في استلام الجرعات الاولى من التطعيمات ضد وباء انفلونزا الخنازير الذي مازال يحصد الأرواح في أنحاء مختلفة من البلاد، إذ يسود هلع غير مسبوق عاصمة الولاية، لا سيما في صفوف أولياء التلاميذ الذين أبدوا قلقهم من انتشار العدوى وسط التلاميذ، خاصة وأن الولاية تتجمع فيها كل عوامل انتشار السلالة الجديدة فيها، كونها ولاية حدودية وتحولها في السنوات الأخيرة إلى مركز عبور للأفارقة الحرافة يزيد من احتمالية هذا الأمر. وتبرز المعلومات المتوفرة ل ''البلاد ''، أن سيارة إسعاف تابعة لمصالح الحماية المدنية نقلت في حدود الساعة الخامسة مساء ليوم أمس الأول، عشرات من التلاميذ عن داخلية متوسطة عبد المالك بن زهرة اتجاه مستشفى 240 سريرا، ولوحظ ارتداء هؤلاء المتمدرسين أقنعة واقية اشتبه فيهم إصابتهم بفيروس انفلونزا الخنازير، وبعد بضع ساعات تبين أنه ''إنذار كاذب'' وقبل ثلاثة أيام تلقت الحماية المدنية في طبلبالة 400 كلم جنوب عاصمة الولاية، معلومات تضمنت وقوع حالتين للفيروس المذكور، حيث تم عزل الشابين ونقل عينات منهما إلى معهد باستور في انتظار النتائج النهائية، هذه الموجة التي تشهدها ذات الولاية الحدودية تعكس إلى حد ما، حالة الذعر المبرر في كامل مناطق الولاية في وقت تبقى معلومات شحيحة عن مدى توافر اللقاح المضاد. وفي ولاية مستغانم، تم تسجيل حالة مؤكدة لفيروس انفلونزا الخنازير ببلدية الحجاج، حملها مهاجر عائد من مدينة ليون الفرنسية، حيث قامت مصالح الصحة بعزله فور اكتشاف أعراض المرض عليه في عدة فصول كما هو الحال للزكام والحمى الشديدة مصحوبة بسعال حاد وغثيان مع شلل شبه جزئي في أنحاء متفرقة من جسمه. وتفيد المعلومات المتوفرة ل ''البلاد'' أن المهاجر المصاب بالفيروس تم تحويله إلى مستشفى سيدي علي، حيث تم تطعيمه بعقار ''تاميفلو''.