تلقى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أول أمس، جائزة نوبل للسلام التي تتضمن ميدالية وشهادة وشيكا بقيمة 960 ألف أورو، سلمه إياها رئيس لجنة نوبل ثوربيورن ياغلاند في مقر العاصمة النرويجية أوسلو، ليصبح بذلك ثالث رئيس أمريكي يفوز بالجائزة أثناء وجوده في المنصب بعد تيودور روزفلت، وودرو ويلسون.فيما فاز جيمي كارتر بالجائزة بعد عقدين من تركه المنصب. وألقى أوباما خطابا أثناء تسلمه الجائزة، تطرق خلاله إلي التناقض الظاهر بين قراره تكثيف الجهود في الحرب بأفغانستان وبين حصوله على ''نوبل'' للسلام. وقبل ساعات من حفل تسليم الجائزة، اتخذت السلطات النرويجية تدابير أمنية غير مسبوقة وسط دعوات للتظاهر ضد قرار أوباما إرسال مزيد من القوات إلي أفغانستان. ونشرت السلطات في النرويج أكثر من ألفي شرطي ومقاتلات وصواريخ مضادة للطائرات حول العاصمة أوسلو، وحلقت مروحيتان عسكريتان فوق الفندق الذي نزل فيه الرئيس الأمريكي، فيما حلقت مروحيات أخرى في سماء وسط المدينة في إطار عملية أمنية سوف تكلف الحكومة ما يقارب 16 مليون دولار، ما يزيد بعشرة أضعاف عن قيمة المكافأة النقدية لجائزة ''نوبل'' للسلام. ونشرت حواجز على الأرصفة على طول طرق أوسلو الرئيسية وأعيد فرض إجراءات المراقبة والتفتيش على الحدود ونشر مضادات جوية قرب المطار وجوار أوسلو لضمان أمن أوباما. ودعت عدة منظمات إلى التظاهر في وقت تسلم أوباما الجائزة بالقرب من الفندق الذي حل به، احتجاجا على الالتزام العسكري في أفغانستان. وكان من المفترض أن تستمر التظاهرات المرتبطة بمنح جائزة ''نوبل'' للسلام ثلاثة أيام، غير أن أوباما اختصر زيارته واعتذر عن حضور حفل الغداء التقليدي مع الملك النرويجي والحفل الموسيقي الذي أقيم مساء أمس الجمعة على شرفه. من جانبها، تناولت صحيفة ''الغارديان'' البريطانية الغضب الشعبي في النرويج، من إلغاء عشاء أوباما مع ملك البلاد ''هيرالد الخامس''، ورأوا في ذلك وقاحة من الرئيس الأمريكي. وأشارت الصحيفة إلى أن البيت الأبيض ألغى حضور أوباما لسلسلة من الفعاليات التي يحضرها عادة الفائزون بالجائزة، وأكدت أن النرويجيين يرون في تقصير أوباما لزيارته ''دناءة''.