غدا تمر الذكرى الثلاثون لوفاة، والأصح لاستشهاد، الرئيس الراحل هواري بومدين (مادام موت الرجل لازال يحمل شبهة الطعام المسموم الذي سمم كلب الرئيس.. ثم اغتال الرئيس) وغدا تمر ثلاثون سنة من نكران وإجحاد الرفاق لمن كان ملهمهم وصانع ملاحمهم، فطيلة عشريات متوالية وذكرى بومدين تمر مرور اللئام على من لا ينكر كرمه ومكارمه إلا كل جاحد وحاسد أو حاقد.. هي ثلاثون سنة عن إعلان وفاته الرسمية، وهي ثلاثون حولا من خطيئة النسيان والتجاوز والمحو الرسمي لمعالم ''موسطاش'' كان هو الشهامة والبطولة والأنفة التي استخرجناها مؤخرا من الأرشيف لنقهر بها فراعنة القاهرة حينما تطاولوا وأرادوا نزالا غير شريف، فكان الرد صك هواري بومدين الذي أهداه لروسيا من أجل إنقاذ ''كرامة'' مصر، وكانت ذكرى بومدين أعتى سلاح ألجم المتطاولين على شموخ وأنفة هذه الأمة التي منها بومدين وكان لها بومدين حدث في التاريخ مرة واحدة.. انتصارنا التاريخي( وليس الكروي على أم الدنيا) لم يكن انتصارنا ولكنه كان انتصارا لشخص غيبه الموت، ليعود لقيادة معركة تتعلق بالتاريخ والتأريخ لكرامة هذه الجزائر العظيمة، فلنعترف إذا بأنه لولا بومدين وما فعله لأجل كرامة مصر لظل انتصارنا مجرد انتصار كروي، أما وقد قارعناهم به وأعجزناهم به، فإن من حق الذكرى أن نعيد للرجل حقه في أنه كان صاحب الملحمة، فاللهم ارحم فخامة الرئيس وجازه ولا تتجاوز عمن سمّمه حيا وميتا.