شدد سومايلو بوباي مايغا، وزير دفاع مالي السابق، على ضرورة تضافر جهود كل الدول الممثلة لمنطقة الساحل الإفريقي بغية القضاء على الجماعات الإرهابية التي أصبحت تهدد هدوء المنطقة بأكملها.وأشار وزير الدفاع المالي الأسبق، خلال المحاضرة التي ألقاها حول التحديات الجيو إستراتيجية لمنطقة الساحل تحت عنوان الإرهاب والساحل الإفريقي، بمركز الدراسات الإستراتيجية ليومية ''الشعب''، أن منطقة الساحل الإفريقي، أصبحت معرضة لأطماع الدول القوية، التي تسعى بدورها وبثقلها العسكري إلى التدخل لإنشاء قواعد عسكرية تحت غطاء مكافحة الإرهاب في المنطقة. ولم يغفل المتحدث، وهو يستعرض الإستراتيجية التي اعتمدتها الجماعات الإرهابية في المنطقة، التطرق إلى قضية الفدية التي تطلبها الجماعات الإرهابية مباشرة بعد كل عملية اختطاف لرعايا أجانب، مشيرا في الوقت ذاته إلى القانون الذي اقترحته الجزائر وتبنته الأممالمتحدة، والذي وصفه بالصائب، ودعا في هذا السياق الدول الغربية إلى العمل به، وعدم الاستجابة لمطالب الجماعات الإرهابية بمنحهم الفدية. وأوضح سومايلو بوباي مايغا أن الرضوخ للإرهابيين أثناء طلبهم الفدية، سيزيد من أطماعهم وبالتالي تزايد العدد المختطفين. كما دعا في الوقت ذاته إلى ضرورة الاتحاد في إطار مكافحة الإرهاب، معتبرا أن الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي ليس مسؤولية دولة واحدة. وأشار وزير الدفاع السابق بمالي إلى أن القاعدة تسعى لتحويل المنطقة مرتعا لها عن طريق بسط نفوذ جناحها ''القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي'' في الساحل الإفريقي. وإن كان المسؤول المالي الأسبق تجنب الخوض في مسألة الاختطافات الأخيرة التي عرفتها المنطقة، إلا أنه شدد على التأكيد أن دول منطقة الساحل أنهكتها الجرائم المختلفة والهجرة السرية وتهريب الأسلحة وما شابه ذلك من المشاكل التي أبعدت المسؤولين عن الاهتمام بالقضاء على المعاقل الإرهابية. من جهته، أشار المختص في القانون الجنائي بجامعة ميامي بالولايات المتحدةالأمريكية، أدامو رباني، إلى أنه لا بد من تفعيل التعاون والتشاور بين الدول التي تمثل منطقة الساحل الإفريقي، والتي شهدت أو مازالت تعاني من ظاهرة الإرهاب، لأنه في حال عدم السيطرة على الأوضاع في الوقت الراهن من شأنها أن تنفلت، وبالتالي ستكون العواقب وخيمة على المنطقة. ولم يختلف المختص في القانون الجنائي عن سابقه، وزير الدفاع المالي السابق، في حديثه عن الأطماع الغربية في المنطقة، ودعا دول الساحل الإفريقي إلى ضرورة تكاثف الجهود والاتفاق على إستراتيجية معينة في إطار مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي. أما الخبير في قضايا الإرهاب، الأستاذ بكري إلياس، فقد اعتبر وجود الإرادة السياسية في دول الساحل الإفريقي شرطا أساسيا لاقتلاع جذور الإرهاب في المنطقة. وأضاف الخبير أن موضوع الإرهاب لا يجب أن يستهان به نظرا لأبعاده الجيوسياسية.