شدد المشاركون في الندوة الفكرية حول الإشكاليات الأمنية في الساحل الإفريقي التي نظمت أمس بالجزائر على ضرورة وضع إستراتيجية تنموية حقيقية بالساحل موازاة مع التنسيق الأمني بين دول المنطقة لمعالجة لإشكاليات الأمنية التي تعيشها. وأكد الأستاذ الجامعي عبد الحفيظ ديب خلال هذه الندوة التي نظمها مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية أن منطقة الساحل تعرف انتشار وتزايد وتيرة الجريمة المنظمة، الهجرة السرية والمتاجرة بالبشر وتفاقم ظاهرة المتاجرة بالمخدرات وبروز إرهاب عابر للأوطان، مشيرا إلى ضرورة التنسيق الأمني بين دول المنطقة لمحاربة هذه الظواهر التي تهدد استقرار الساحل الإفريقي، حيث أبرز أهمية أن تبذل دول المنطقة مجهودات لتنمية مناطقها الحدودية. ومن جهته، لاحظ الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي محند برقوق اهتمام دولي وجهوي متزايد بمنطقة الساحل نتيجة التهديدات الأمنية التي أصبحت تعيشها، مرجعا ما تعيشه المنطقة من فقر وضعف التنمية إلى مجموعة من العوامل من بينها ضعف الاندماج الاجتماعي لمكونات مجتمعات المنطقة وغياب عدالة توزيعية للثروات المتوفرة إلى جانب انفتاح المنطقة على مناطق الأزمات في القارة الإفريقية. وشدد المتدخل على ضرورة بناء تصور جماعي لتنمية مشتركة لمنطقة الساحل الإفريقي إلى جانب اعتماد إستراتيجية أمنية جماعية ترتكز أساسا على العمل الوقائي والاستباقي. أما الأستاذ حسين بوقارة فقد ركز في محاضرته على التواجد الترقي في منطقة الساحل، مشيرا إلى أنه يحدد استقرار الدولتين، واستطرد موضحا أن مشكلة التوارق في مالي والنيجر ممكن أن تفسر بفشل السياسات في هذين البلدين لإدماجهم في المجتمع إلى جانب عدم وضع إستراتيجية تنموية واضحة المعالم بالمناطق الشمالية لهذين البلدين.