أحمد جوامعي ربما لأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة منذ فتح المجال السياسي، لم تشهد إنتخابات رئاسية مرت هذه الدرجة من البرودة والفتور وفقدان الإثارة وسط الشارع الجزائري، كما هو عليه الحال مع رئاسيات أفريل الداخل، فالمواطن البسيط كما سجل البعض كان تفاعله مع إنتخابات أمريكا التي مكنت زنجيا من دخول البيت الأبيض، أكبر من تجاوبه مع إستحقاقات مصيرية يرتبط بها مستقبل البلاد لم يعد يفصله عنها سوى أيام قلائل. إهمال يرى فيه مراقبون أنه دلالة على حسم مسبق لنتائجها، ليس من قبيل وجود طبخة تجهز على مستوى مراكز صنع القرار، بل لوجود شبه قناعة بأن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المرشح لولاية ثالثة على التوالي هو من سيفوز بالانتخابات، وأن بقية المرشحين مجرد أرانب لم يسعفهم رصيد خبرتهم السياسية أن يكونوا أكثر من ذلك، إذ إن نوعية المرشحين وحدها كفيلة بجعل المواطن الناخب يستنتج بأن الرئيس بوتفليقة لامحالة سيفوز بالانتخابات القادمة، عكس سابقتها التي جرت في 2004، حين بدا وقتها أن هناك من يستطيع منافسة الرئيس بل ويفوز عليه، وإن كانت النسبة الساحقة التي حققها بوتفليقة في تلك الإستحقاقات قد نسفت آمال أولائك في إعتلاء كرسي المرادية، لكن المرحلة التي سبقت اعلان النتائج تلك كانت مثيرة للإهتمام وجديرة بالمتابعة لما تحقق من تفاعل وحراك ساسي قوي صاحب كافة المراحل التحضيرية لتلك الفترة. وعليه فالملاحظ اليوم يرى إصرار من لدن أجهزة الدولة والأحزاب الدائرة في فلك العهدة الثالثة، جميعهم يشددون على أهمية المشاركة، ليبقى هاجس المقاطعة هو أكثر ما يؤرق السلطة، على اعتبار أن آخر انتخابات برلمانية ومحلية شهدتها الجزائر عام 2007 اقتربت فيها نسبة مقاطعة من 65 بالمائة.