ربما لأول مرة منذ دخول الجزائر عهد التعددية السياسية، كان من المحتمل أن يتغيب ممثلو التيار الإسلامي عن المشاركة في الاستحقاقات الرئاسية المرتقبة مطلع أفريل القادم، سيما بعد أن قرر ممثله في المواعيد السابقة الشيخ عبد الله جاب الله عزوفه عن الترشح وهو صاحب الكاريزما القوية والخطابات المعروفة بصبها في الاتجاه المعاكس لسياسات السلطة، إلى جانب إعلان النهضة امتناعها عن المشاركة بسبب ما أسمته الأجواء السياسية غير المشجعة للمشاركة، وسلوك الحزب الإسلامي من الاحزاب المعتمدة رسميا الأول الممثل في حركة حمس خيار دعم تمديد فترة بوتفليقة لولاية رئاسية ثالثة تماشيا مع مواقفها في سنتي 99 و2004. إلا أن التحاق جهيد يونسي، أمين عام حركة الإصلاح الوطنية بركب المترشحين لاستحقاقات المنتظرة، أعاد الإسلاميين إلى واجهة القوى المتفاعلة دائما عبر جميع المراحل والتغيرات التي مرت بها الساحة السياسية على مدار عمر التجربة التعددية في الجزائر، وهو ما دعمه قرار محمد السعيد رئيس حزب العدالة و الحرية الغير معتمد، بدخول المعترك الانتخابي كبديل عن أحمد طالب الإبراهيمي الذي أعلن هو الأخر اعتزاله الحياة السياسية. لكن وبالرغم من هذا وذاك فإن حجم هذا التيار يزداد تقلصا لعدة اعتبارات، برز منها على السطح غياب القيادات والإطارات الفاعلة التي تسير دفة عمل الحركة الإسلامية، بسبب ما اعتبره كثيرون سلوك نهج جديد من قبل هذا التيار غيب فيه مفاهيم الدعوة والمشاركة في صياغة الواقع الجديد للمجتمع الجزائري بفعالياته، أضف إلى ذلك التجارب السابقة للإسلاميين الذين حظوا بمناصب إدارية على مستويات محلية وحتى وطنية بمشاركتهم في تسيير وزارات الحكومة.. وهي تجارب كلها يراها الشارع الجزائري بأنها كانت فاشلة ومخيبة للآمال العريضة التي علقت على أصحاب هذا المشروع. -فما هو رأيكم في مستوى تفاعل الإسلاميين مع الانتخابات المقبلة، وماهو تقييمكم لمشاركة يونسي، ومحمد السعيد؟ - ومن هي الشخصية الأجدر من وجهة نظركم لتمثيل التيار الإسلامي في الانتخابات الرئاسية؟ - وهل الوضع العام للإسلاميين اليوم يسمح بطرحهم مرشحا للرئاسة ،خاصة مع الانقسام الظاهر على الحركة الإسلامية بكافة أطيافها؟ - وكيف تقيمون ردة فعل الشارع الجزائري من غياب ممثل عن الإسلاميين في هذه الاستحقاقات؟ كلها أسئلة نطرحها أمامكم على بساط النقاش، عبر هذه المساحة الحرة المخصص لأرائكم الحرة وانطباعاتكم على موقع البلاد أولاين.