طالبت، أول أمس، جمعية مساعدة مرضى السرطان بتيارت، السلطات المحلية والمركزية بالتدخل لدى وزارة الصحة لمراجعة قرار إلغاء مركز لمعالجة السرطان كان من المقرر الشروع في بنائه بداية 2010 وإذا به يلغى تماما، فيما اعتبر مدير الصحة أن إلغاء المركز لا يعني إلغاء مكسب علاج السرطان بتيارت بعد تعويضه بمرفق صحي هام. وتحركت الجمعية في حملة للتحسيس بأهمية المركز لدى المنتخبين في البرلمان ومجلس الأمة وكذا في المجلس الولائي مع مطالبة الوالي بالسعي في حدود صلاحيته للإبقاء على المركز. وكان خبر الإلغاء قد انتشر بعد عودة مدير الصحة والسكان لولاية تيارت مع ممثل لمديرية السكن والتجهيزات العمومية من العاصمة، حيث كانا قد حضرا اجتماعا في وزارة الصحة تم تنظيمه لإخطار مسؤولي 7 ولايات عبر الوطن بمراجعة الوزارة لمشاريع مراكز معالجة السرطان، كان من ضمنها تيارت التي تم فيها استبدال المركز بمصلحتين واحدة للعلاج بالأشعة والأخرى للعلاج الكيماوي، تقامان على مساحة 500 متر مربع بدلا من 7 هكتارات التي كانت مقررة في مشروع المركز والذي استهلكت الأشغال التحضيرية لإنجازه مع الدراسات ما يقارب 4 ملايير سنتيم، على أمل الشروع في البناء مع مطلع .2010 جمعية مساعدة مرضى السرطان لولاية تيارت اعتبرت، على لسان رئيسها السيد معيزية، أن قرار الإلغاء وتزكية مدير الصحة له قرار لا يخدم مرضى الولاية بتاتا في ظل تحول تيارت إلى الولاية الأولى من حيث الإصابة بالسرطان، ومعاناة المرضى في التنقل إلى المراكز المتواجدة في كبريات المدن مع ما يتلقونه من مشاق في السفر وظروف الإقامة والأكثر من ذلك ما يعيشونه من إلغاء لمواعيد العلاج والتي ينتج عنها مزيد من الألم الجسدي والنفسي. من جانبه، السيد إدريس خوجة، مدير الصحة لولاية تيارت، اعتبر الضجة غير مبررة طالما أن لا أحد قال بإلغاء مكسب علاج السرطان الذي لا رجعة فيه للتخفيف عن المرضى في تيارت و3 ولايات أخرى قريبة منها، ليؤكد أن الإجراء الذي تم يأتي في إطار سياسة الوزارة القاضية بالإسراع في تخفيف آلام المرضى ونظرا لكون إنجاز مركز كبير سيزيد من طول الانتظار ناهيك عن كون الهياكل الصحية الضخمة صعبة من حيث القدرة على تأطيرها، ليواصل المدير القول إن الوزارة اختارت أن تذهب إلى الهدف مباشرة عبر تحويل المركز بما فيه من مرافق ملحقة إلى مصلحتين للعلاج بالأشعة والعلاج الكيمياوي وهما أهم شيء في أي مركز لعلاج السرطان، على أن يتم وضعهما في هيكل جاهز ويتوفر على قاعات الجراحة والأسرة الكافية والتأطير الطبي وباقي المرافق ربحا للوقت والمجهود، طالما أن بناء هذه المرافق وتوظيف أطباء وممرضين لمركز جديد يحتاج وقتا ومناصب مالية وموارد بشرية قد تتطلب وقتا لتحضيرها. وعن اقتراح مدير الصحة لمستشفى مهدية، 45 كلم شرق تيارت، لاحتضان المصلحتين، قال المدير إن ذلك جاء لكون المستشفى يتوفر على طابقين فارغين كما فيه من المساحة ما يكفي لبناء المصلحتين المختصتين في علاج السرطان، مؤكدا أن فكرة وضع كل شيء في عاصمة الولاية ليست صائبة بالضرورة، كما أن مهدية ليست بعيدة عن مدينة تيارت، والأهم أن العلاج بقي ممكنا في إقليم الولاية.