أدى إلغاء وزارة الصحة والسكان المفاجئ لمشروع المركز الجهوي لمكافحة السرطان، الذي كان مبرمجا بولاية الوادي، إلى خلق موجة من القلق والتذمر والغليان لدى الأوساط الشعبية والرسمية بولاية الوادي نتيجة تسجيل الولاية لقرابة 40 حالة شهريا، مما يجعل حياة السكان في خطر ووصل حد الغليان إلى تنديد أعضاء المجلس الشعبي الولائي، في أشغال الجلسة الرسمية لدورة المجلس الشعبي الولائي التي حضرها والي الولاية، بهذا القرار الذي يجعل مرضى السرطان بالولاية عرضة للموت نتيجة بعد المستشفيات المتخصصة في هذا المرض عن الولاية وتموقعها في ولايات الشمال. وكشف رئيس المجلس الشعبي الولائي في تصريح ل”الفجر” أن القرار المذكور نزل كالصاعقة على منتخبي الولاية الذين طالما طالبوا به، مضيفا أنه تم إعداد لائحة تنديد سترسل إلى وزير الصحة والسكان توضح له فيها خطورة إلغاء هذا المشروع من ولاية الوادي. قرار إلغاء مشروع المركز الجهوي لمكافحة السرطان الذي أعلن عنه، أياما فقط بعد الزيارة الميدانية التي قامت بها اللجنة الوزارية المرسلة لذات الغرض إلى الولاية جاء بحجة عدم وجود الإطار الطبي الذي سيشرف على هذا المركز، إضافة إلى تحججها، حسبما صرح به بعض المنتخبين في أشغال الدورة، بعدم جدوى المناقصات التي عرضت لإنجاز هذا المشروع الحلم بالنسبة لسكان الجنوب. واستغرب نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي، محمد عياطي، في لائحة التنديد الموقعة من قبل أعضاء المجلس الشعبي الولائي، وتلاها أمام المصالح الإدارية والسلك التنفيذي بالولاية، كون هذا الإلغاء جاء بعدما اختارت السلطات الولائية أرضية بغية تجسيد المشروع الذي استفادت منه الولاية في السنة المنقضية. والغريب في الأمر، حسبه، أن الوزارة الوصية قد طلبت، منذ أشهر فقط، بفتح مصلحة بمستشفى الشهيد بن أعمر الجيلاني خاصة بعلاج السرطان في انتظار إنجاز المركز الجهوي، غير أنه، في سابقة هي الأولى من نوعها في القطاع، لم تكتف المصالح المذكورة بفتح المصلحة بل ألغت مشروع المركز الجهوي لمكافحة السرطان أيضا. وطالب أعضاء المجلس الشعبي الولائي الوزارة الوصية بإيفاد لجنة تحقيق رسمية لكونهم يعتقدون وقوف بعض الأطراف وراء نسف هذا المشروع من ولاية الوادي وتحويله إلى ولاية أخرى. الفعاليات الجمعوية بالولاية من جهتها عبّرت في حديث بعضها ل”الفجر” عن أسفها من إلغاء هذا المشروع الهام الذي استبشر به مرضى السرطان خيرا كونهم يتكبدون يوميا عناء التنقل نحو المستشفيات بالعاصمة وعنابة مسافات تصل حدود ال 700 كلم يوميا. وفي هذا السياق، أعرب أعضاء جمعية الفجر لمكافحة مرض السرطان بالوادي عن قلقهم إزاء هذا الإلغاء، كونهم يدركون معنى خطورة هذا القرار.. فالولاية تسجل شهريا 40 حالة جديدة مرشحة للزيادة بفعل عدم وجود جهات مختصة تعمل على بتر هذا المرض الخبيث في أيامه الأولى، مطالبين في سياق ذلك وزير الصحة بإعادة النظر في هذا القرار، خاصة أنهم ظلوا يطالبون، منذ ثلاث سنوات، بهذا المشروع الهام.