ينتظر الأشخاص المصابون بمرض السرطان أن يرى ال 14 مركزا لعلاج السرطان النور في القريب العاجل، وأن تفي وزارة الصحة بوعودها لهم التي جاءت على لسان الوزير في مداخلة له في اليوم العالمي لمكافحة سرطان الثدي. وتتمنى رئيسة جمعية ''الفجر'' السيدة ميمي أن تكون هذه المراكز فعالة قبل نهاية السنة القادمة وأن تعرف وتيرة إنجاز متسارعة بنفس السرعة التي تعرفها أعداد الإصابات بهذا الداء عبر الوطن. أحدث تصريح وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات سعيد بركات نهاية الشهر المنصرم، حيث كشف خلاله عن مشروع لبناء 14 مركزا لعلاج السرطان، ردود أفعال متباينة لدى المصابين والحركة الجمعوية الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق المرضى، حيث تطالب هذه الفئة بأن تتخذ الجهات المعنية الجدية في تجسيد المشروع على أرض الواقع. وطالبت رئيسة جمعية ''الفجر'' السيدة ميمي في اتصال لها ب ''الحوار'' أن يتحلى القائمون على تطبيق البرنامج بروح المسؤولية وأن يأخذوا بعين الاعتبار أن كل يوم يمر من مدة إنجاز المشروع تقابله فرصة ضائعة للمرضى الذين ينتظرون الدور للحصول على موعد للخضوع للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي. فقد كشفت وزارة الصحة نهاية الشهر المنصرم عن مشروع لبناء 14 مركزا لعلاج السرطان للمساعدة على علاج الأعداد المتزايدة للمصابين بالسرطان في كل سنة، وأعلن الوزير أن الجزائر ستشيد أزيد من 12 مركزا جديدا لعلاج السرطان، فالدولة تصبو إلى تعزيز جهودها لمكافحة السرطان بكل ما أتيح لها من إمكانيات وميزانية. وسيكون مركز وهران عمليا في القريب العاجل على أن يتم الشروع قريبا في إنشاء ال 14 مركزا. فقد أكد اللوزير، قالت رئيسة الجمعية، أن معهد وهران سيصبح جاهزا في ,2011 وسيتم إنهاء مراكز العلاج الأخرى بحلول ,2012 وهذا ما نأمل أن يتحقق في آجاله المحددة فعلا. المرضى يشكون صعوبة الحصول على الدواء أضافت محدثتنا أن إحصاءات وزارة الصحة تشير إلى أن الجزائر تسجل سنويا ما بين 30 إلى 35 ألف إصابة جديدة بالسرطان، ويكشف عن 80 في المائة من الحالات في مراحل متقدمة من المرض، موضحة أن نقص مراكز العلاج تلعب دورا كبيرا في التشخيص المتأخر، فغالبية المصابين، خاصة من النساء المصابات بسرطان الثدي، يتخوفون من عرض أنفسهم على الطبيب لأنهم يرون مدى معاناة المرضى بعد الخضوع للعمليات الجراحية، فغالبيتهم يتوفون قبل خضوعهم للعلاج الكيميائي أو الإشعاعي. وتظهر الإحصائيات ذاتها، واصلت السيدة ميمي، أن ما لا يقل عن 13 ألف جزائري مجبرون على الانتظار لفترات قد تصل إلى سنة كاملة قبل الاستفادة من العلاج بسبب العجز في الأماكن المخصصة لمعالجة هذا المرض أمام ارتفاع عدد المرضى. ويشكو المرضى الذين يقصدون الجمعية للحصول على الإعانات، حسب ما كشفت عنه رئيسة الجمعية، من صعوبة الحصول على الدواء لتخفيف آلامهم. الجمعيات ليست سوى وسيط أوضحت رئيسة الجمعية في حديثها، أن المرضى الذين يقصدونها باستمرار، حتى وإن اختلفت طلباتهم فإن غالبيتهم يأتون لنفس السبب ألا وهو طلب تدخل أعضائها لتقديم موعد خضوعهم للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي. وقالت السيدة ميمي إن الجمعيات الناشطة في هذا الميدان تجد نفسها عاجزة أمام نقص الإمكانيات في مركز مكافحة السرطان ببير وماري كوري، فهي ليست سوى وسيط بين المرضى ومراكز العلاج على المستوى الوطني، وليس في وسعها إلا تكثيف نشاطها التحسيسي والتوعوي بضرورة اللجوء إلى التشخيص المبكر لما له من دور في التخفيف من حدة المرض ورفع فرصة المصابين في الشفاء المبكر بتوقيف انتشار الأورام في أنحاء أخرى من الجسم.