تظل أزمة نقص اللقاحات التي تستخدم في معالجة فيروس اتش 1 ان 1 المعروف بإنفلونزا الخنازير، تطفو على سطح الأحداث في ولاية عين الدفلى وفي المناطق الريفية على وجه الخصوص، في ظل موجة البرد القارس التي تجتاح مناخ الولاية، الى جانب كثافة الثلوج في مرتفعات الولاية، ومع استمرار انتشار مشاعر الذعر والهلع لدى قطاعات عريضة من السكان في جميع أنحاء ريف الولاية المكون من 24 بلدية أغلبها في الجزء الجنوبي منها. لا يبدو أن الإجراءات العلاجية تسير على النحو المأمول، بعد أن أماطت معطيات ميدانية النقاب عن أن أمهات الأطفال الصغار والسيدات الحوامل بدأن ينصرفن بعيدًا عن عيادات التطعيم ضد المرض الوبائي الجديد، بعضهن يذرفن الدموع، وكثيرات منهن يشعرن بالإحباط الشديد، نتيجة للنقص الحاصل في اللقاحات. وعلى الرغم من ذلك كله، تؤكد معلومات استقتها ''البلاد'' أن الأمور قد تسوء أكثر من ذلك، في عدد من الدواوير على غرار ما يحصل في بلديات بن علال، تاشتة، عين البنيان، عين التركي، عين السلطان وحتى مداشر بلدية الخميس المعروفة بمناخ جليدي، حيث يشكو سكان هذه المناطق الواقعة في الجهتين الشمالية والغربية لعاصمة الولاية ندرة لقاحات ''فيروس القرن ''، وهو المشكل الذي لا يعاني منها سكان الجهة الجنوبية كما هو الحال في بلديات جندل، بئر ولد خليفة، الحسينية، طارق بن زياد، عين الاشياخ واولاد الجمعة وغيرها من البلديات التي تشكو أزمة اللقاح المضاد في ظروف مناخية قاسية. وبالتزامن مع تلك المشاكل الحادثة الآن، يذكر المراقبون لذات الوضع بالتنبيهات التي سبق وأن شدد عليها مسؤولو قطاع الصحة في الجزائر، بإيلاء المناطق الريفية أهمية بالغة على غرار ولاية عين الدفلى والتي كانت تتمحور حول أولوية الأطفال، وبخاصة المصابون منهم بأمراض مثل الربو، وكذلك الحوامل، في تلقي التطعيمات لأنهم الأكثر عرضة للإصابة. لكن، وبعد أن تم الافصاح عن حصول ولاية عين الدفلى على حصة كافية من الجرعات اللقاحية ، باتت الجهات الصحية تواجه مشكلة، تمثلت في عدم استفادة سكان الريف من ذات الجرعات وسير عملية التلقيح بوتيرة بطيئة كما نقلت ''البلاد ''ذلك بعدة مناطق خاصة الواقعة في المرتفعات التي عادة ما تكون مسرحا لانتشار أمراض معدية كالانفلونزا الموسمية. علما أن ولاية عين الدفلى سجلت 3 حالات مؤكدة لفيروس انفلونزا الخنازير منذ اجتياح هذا الوباء الغريب إلى الجزائر، حمله شاب في العقد الثاني من العمر يعد من مناصري المنتخب الوطني الجزائري في السودان، وامرأة تبلغ من العمر 42 سنة وكهل تلقوا علاجهم في المستشفيات الخاصة بعد تأكيد نتائج معهد باستور حملهم للفيروس الشرس.