يرتقب أن تعقد حركة مجمع السلم دورة مجلس الشورى الأولى هذه السنة نهاية الأسبوع المقبل، وسيكون ضمن جدول أعمال الدورة العادية الحسم النهائي في مصير المنشقين عن الحركة، من خلال ترسيم موقفها من أنصار الدعوة والتغيير بإقصائهم بعدما استنفذ الوقت الكافي واعتمدت جميع الآليات للترك المجال أمام عودة أنصار التغيير إلى أحضان الحركة، ويأتي ترسيم القرار من جانب أعضاء مجلس شورى حمس بعدما أرجأت الأمر لمدة سنتين، بمثابة تحصيل حاصل بعدما قضى المنشقون على خط الرجعة بإعلان اعتزامهم تأسيس حزب سياسي جديد. وكان مجلس شورى حمس في دورته الأخيرة قبل ستة أشهر قد أعلن غلق ملف لجنة الصلح عقب ارتطام مساعي هذه الأخيرة بصلابة موقف الرافضين للتعاطي إيجابا مع كل التنازلات التي قدمتها مؤسسات الحركة. وحسب بعض الأصداء فإن لجنة الانضباط وبعدما تبين لها بأن المنشقين قد تجاوزوا حدود جدوى تحرك اللجنة قررت تجميد الآليات المعهود تحريكها مع الحالات التي لا يكون فيها الطلاق التنظيمي مستهلكا لجميع معانيه، كما حدث مع المنشقين في حمس. وعلى هذا الأساس سيكتفي مجلس شورى حمس باتخاذ قرار إقصاء المنشقين بالاعتماد على آلية تنظيمية تعتبر المتغيب عن ثلاث دورات متتالية لمجلس شورى دون عذر مقصى من الحركة فضلا عن الأسباب السياسية الأخرى والمواقف التي عبر عنها المنشقون وبالشكل الذي لم تترك برأي المتتبعين في أيدي أنصار الصلح حجة يمكن أن يعتمدوا عليها في المرافعة للإبقاء مساعيها. ومهما يكن من أمر فإن ترسيم الإقصاء من جانب حمس بحق المنشقين لن يكون إلا تأكيدا لموقف اتخذه هؤلاء المنشقين منذ مدة . وفي لقاء مجلس الشورى المرتقب سيعكف المجتمعون حسب تأكيد محمد جمعة الأمين الوطني للإعلام والشؤون السياسية على مناقشة حصيلة الحركة على مدار السنة الماضية إضافة إلى العمل على وضع إستراتيجية السنة المقبلة وذلك من خلال الإطلاع على التقارير التي أعدتها هياكل الحركة الميدانية سواء فيما تعلق بحصيلة المناقشة أو الإستراتيجية المقترحة وكان رئيس حمس قد سلط الضوء خلال كلمته الافتتاحية للقاء الهياكل الأسبوع الماضي على ملاحظة غاية في الأهمية أثبتت أن للرجل عين على المستقبل وذلك حين قال إن السنة الجارية ستكون بيضاء انتخابيا وهو ما يعني أن هذه السنة ستكون للحركة بمثابة النافذة التي ستطل من خلالها حمس على الشأن الداخلي أكثر من إطلالها على الشأن الخارجي وذلك استعدادا لما سيأتي من محطات سياسية، أولها الانتخابات المحلية المقبلة وبعدها الانتخابات الرئاسية وإن كان الحديث عن هذه الأخيرة برأي المتتبعين سابقا لأوانه . و كان زعيم حمس قد تحدث عن مراجعات ستفتح حمس ورشاتها خلال هذه السنة وذلك بعدما شرعت حمس مؤخرا في النظر لصورتها بأعين المخالف المغاير بعدما اكتفت منذ سنوات في النظر إليها بأعين حمساوية .