قال حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية إن رئيس المجلس الشعبي الوطني، عبد العزيز زياري، فشل خلال زيارته إلى فيتنام في تسويق مقترح لإنشاء جبهة دول ضحايا الاستعمار الفرنسي. وأوضح على موقعه الإلكتروني، الخميس الماضي، أن زياري الذي كلف من قبل الرئيس بوتفليقة للحصول على دعم الجانب الفيتنامي لاقتراح إنشاء حلف الدول ضحية الاستعمار الفرنسي لم يحصل على موافقة حفدة الجنرال جياب وهوشي منه خلال كل المباحثات التي تم إجراؤها في هانوي. وشارك الأرسيدي ممثلا في رئيس لجنة التربية، الطاهر بسباس، ضمن البعثة البرلمانية التي قادها زياري وضمت رؤساء كتل الأرندي وحمس وممثلين عن كتلة الأفلان مما أعطاه حق الاطلاع على ما دار في المناقشات. ووفق موقع الأرسيدي فإن الفيتناميين لم يكتفوا بتجاهل الرد، بل رفضوا تماما الانخراط في الرؤية الجزائرية لإنشاء هذا التحالف الذي يراد منه الخروج بطلب مشترك لفرنسا من أجل تقديم اعتذار عن جرائمها وتعويض الضحايا. ولم يتم التأكد مما ورد في ''وشاية'' الأرسيدي من الوفد المشارك الذي من المقرر أن يعود ليلة الجمعة إلى الجزائر العاصمة. فيما اكتفى بيان صادر عن الوفد بالإشارة إلى اتفاق الجانبين الجزائري والفيتنامي على وجوب تطوير هذه العلاقات بالنظر إلى الكفاح المشترك من أجل الاستقلال الذي يجمع الشعبين وكذا الإمكانيات التي يتوفر عليها البلدان. واعتبر الأرسيدي ''فشل الزيارة'' دليلا على ما وصفه ب ''العزلة الدبلوماسية'' للجزائر والتي فشلت في جر دول وأمم مستعمرة لجبهة انتقامية لا تثير اهتمام فيتنام ولا الدول الأخرى''، مستطردا أن هذه الأخيرة أي فيتنام والدول الأخرى باشرت مشاريع تنموية أكثر جدية. وعرض الأرسيدي في تقريره أمثلة أخرى عن فشل زياري في مهمته ومن ذلك عدم اهتمام المسؤولين الفيتناميين بها، حيث تم تكليف مسؤولين من المستوى الثاني باستقبال الوفد النيابي الجزائري ناهيك عن تأخرهم عن المواعيد. ففي جامعة هانوي وبعد تأخر ملحوظ عن الموعد سارع عميد الجامعة ونائبه لمغادرة المكان تاركين ما وصفه حزب سعدي ''بالضيوف الثقال'' وحدهم ما اضطر الوفد البرلماني الجزائري للانسحاب بعد شعورهم بالإهانة. وفي اليوم نفسه (الأربعاء) مساء حظي الوفد الجزائري باستقبال من قبل الرئيس الفيتنامي، وتركز المشهد السيناريو، وفق وصف الأرسيدي، حين ألقى ممثلو الكتل النيابية المشاركون في الزيارة خطبا، وخطبا مضادة وخصوصا الأرندي والأفلان، أمام النظرات الحائرة للرسميين الفيتناميين. ومن أن هذا التقرير أن يبعث الخلافات العميقة بين الأرسيدي وزياري على مستوى البرلمان ومع الحكومة على خلفية المواقف الصادرة عن حزب سعيد سعدي منذ عودته للبرلمان. ويتوقع أن يزيد تسريب الأرسيدي لخطط الحكومة الجزائرية بإنشاء تحالف للدول ضحايا الاستعمار في الاتهامات لحزب سعدي بقيادة الطابور الخامس في الجزائر والعمالة لفرنسا.