رغم نشوة الانتصارات التي صنعها المنتخب الجزائري لكرة القدم، ورغم الفرحة العظيمة التي اجتاحت كل ربوع الجزائر من الحدود إلى الحدود، إلا أن الجمهور الجزائري العريض المتعطش لكرة القدم والتواق لمتابعة كل كبيرة وصغيرة عن الخضر في مشوارهم الإفريقي بدورة أنغولا لم يجد ضالته في التفلزيون الجزائري وأصبح يتهرب من متابعة لقاءات ثعالب الصحراء على القناة الأرضية وحتى القناة الثالثة، وهذا بسبب ضعف التعليق على المباريات وغياب كلي للتحليل على اللقاءات من خلال ''بلاطوهلات'' باردة تفتقر للاحترافية والحس الرياضي والنقاش المفتوح مثلما هو معمول به في كل القنوات المحترمة كل هذا دفع بالجماهير الجزائرية إلى تغيير أنظارها من ''اليتيمة'' إلى قناة الجزيرة الرياضية لمتابعة العرس الكروي الإفريقي على الهواء مباشرة، وخصوصا من اجل متابعة التعليق المثير للصحفي الجزائري حفيظ دراجي و للتعليق المشوق جدا للمعلق التونسي عصام الشوالي. وتفاعلت كل الجزائر، مساء أول أمس، خلال لقاء الجزائر مع كوت ديفوار، وهذا بفضل الحماس الكبير والإثارة المميزة التي أضفاها المعلق الجزائري حفيظ دراجي، أين حصدت قناة الجزيرة الرياضية على اكبر نسبة مشاهدة لدى الجمهور الجزائري. ورغم أن معظم الجزائريين لا يملكون البطاقة المشفرة لقنوات الجزيرة الرياضية إلا أن موضة مشاهدة اللقاءات في المقاهي أو عبر الشاشات العملاقة في الأحياء صنعت الحدث منذ بداية كأس أمم إفريقيا، وهذا كله من أجل البحث عن نكهة التعليق الرياضي المثير التي عثروا عليها في القناة القطرية التي توظف الأشخاص وفق احترافيتهم عكس القناة الوطنية التي تعتمد سياسة الأقربين أولى بالمعروف.