بعد 24 سنة من التعطش للانتصارات والحضور في أكبر المحافل الدولية الكروية، بسبب غياب منتخباتنا الوطنية عن كؤوس العالم منذ مونديال ايطاليا 1990 إلى غاية آخر دورة عالمية بألمانيا 2006، سيكون بإمكان عشاق المنتخب الوطني لكرة القدم استعادة الذكريات الجميلة التي صنعها ''الخضر'' في مونديالي اسبانيا 1982 ومكسيكو 1986، وذلك على هامش اللقاء الحاسم الذي سيجريه منتخبنا الوطني سهرة اليوم أمام ضيفه منتخب رواندا بملعب مصطفى تشاكر في إطار الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثالثة الخاصة بالتصفيات الإفريقية المزدوجة المؤهلة الى كأسي العالم وإفريقيا 2010، حيث يترقب أكثر من 35 مليون جزائري ترسيم تأهل ''الخضر'' إلى كأس العالم المقبلة التي ستقام لأول مرة بالقارة السمراء، خاصة إذا وفق أشبال سعدان في الفوز بنتيجة عريضة، رغم فوز المنتخب المصري في زامبيا، وبالتالي تأكيد عودة الكرة الجزائرية الى المحافل العالمية من الباب الواسع ·وتبدو كل الظروف مهيأة بالنسبة لأشبال المدرب الوطني رابح سعدان لحسم الفوز أمام منتخب رواندا، في لقاء يبدو من الوهلة الأولى في صالح رفقاء كريم زياني، لكن الحذر مطلوب في مثل هذه اللقاءات كون الخصم ليس لديه ما يخسره في هذا اللقاء وجاء الى الجزائر من أجل إفساد فرحة الجزائر بالتأهل المسبق الى كأس العالم ·وعليه، فإن الحذر مطلوب جدا بالنسبة للمنتخب الوطني المطالب بأخذ الأمور بكل جدية وصرامة وعدم استصغار الخصم، حتى تكتمل فرحة الشعب الجزائري المتعطش لمثل هذه اللحظات التاريخية وتنسيه الحقبة الصعبة التي عاشها في العشرية الأخيرة· كما أن عشاق الكرة الجزائرية لن يرضوا بغير الانتصار والتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، وبالتالي كتابة تاريخ جديد للكرة الوطنية ·كما تبدو الفرصة من ذهب بالنسبة لهذا الجيل الجديد من اللاعبين الجزائريين المحترفين الذين ينشطون في أندية أوروبية كبيرة، فبعد المشوار البطولي والرجولي الذي قدمه زملاء مجيد بوفرة طيلة التصفيات وكذلك التضحيات الجسام التي قدموها، من حقهم أن يختتموا مشوار التصفيات الإفريقية بتحقيق حلم التأهل الى المونديال، وسيكون من الظلم أن يحرموا من خطف تأشيرة التأهل في نهاية مشوار التصفيات بعدما سيطروا على مجريات الأمور في المجموعة الثالثة التي تضم أيضا منتخبي مصر وزامبيا· وعليه فإن ''أفناك الصحراء'' مقبلين على لحظات تاريخية سواء بكتابة أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ الكرتين الجزائرية والعالمية·منطق سعدان وتحفيزات روراوة بفضل خبرته وحنكته تمكن المدرب الوطني وشيخ المدربين الجزائريين رابح سعدان من قيادة الفريق الوطني إلى بر الأمان في ظرف حالك جدا، كانت ولا زالت تعيشه الكرة الجزائرية، حيث آمن سعدان بضرورة المراهنة على ورقة المحترفين، فكان صائبا رغم المعارضة الكبيرة التي لقيها من طرف أعداء الكرة الجزائرية، ومع مرور اللقاءات وجه سعدان ضربة قاضية لهؤلاء بفضل المشوار الرائع الذي حققه مع ''الخضر'' فكانت النتيجة هي أن المنتخب الوطني أصبح على بعد أمتار فقط من تحقيق حلم التأهل الى كأس العالم· ويرى سعدان أن الحذر هو سبيل المنتخب الوطني لتحقيق الفوز في لقاء اليوم أمام رواندا، حيث طالب لاعبيه بأخذ الأمور بجدية من بدايتها الى نهايتها، من اجل تفادي أي نوع من المفاجآت غير السارة التي قد تحول الفرحة الى خيبة وطنية·من جهته، لم يبخل رئيس الاتحادية الجزائرية محمد رواورة على لاعبي المنتخب، وراح يغدق عليهم بالتحفيزات المالية الخيالية التي حفّزت زملاء عنتر يحي وجعلتهم يركزون فقط على تحقيق الانتصار تلو الآخر · ففي ظل كل هذه المعطيات الإيجابية لا خيار أمام العناصر الوطنية إلا الفوز وإدخال البهجة في قلوب كل الجزائريين الذين سيتابعون هذا اللقاء بأعصاب متوترة إلى غاية النهاية، فهل ستكون مدينة البليدة وملعبها مصطفى شاكر شاهدان على ميلاد تاريخ جديد للكرة الجزائرية، أم أن أفراح الجزائريين ستتأجل إلى غاية لقاء الحسم أمام المنتخب المصري المقرر يوم 41 نوفمبر القادم بملعب القاهرة الدولي·