أُعلن، أمس، عن وفاة العربي بلخير، الجنرال ماجور والرجل القوي في السلطة في السنوات ال25 الأخيرة في الجزائر بعد معاناة مع المرض. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية، عن عائلته، أن العربي بلخير البالغ من العمر 72 سنة انتقل إلى رحمة الله تعالى يوم الخميس إثر مرض. وكانت وفاة العربي بلخير الموصوف بعراب النظام و''صانع الرؤساء''محل إشاعات السنة الماضية وصدرت أخبار بهذا الخصوص في عدة صحف ومواقع إلكترونية بعد إجرائه عملية جراحية في أحد المستشفيات الفرنسية. وأمضى بلخير السنة الأخيرة من عمره تحت المراقبة الطبية بين بيته والمستشفى العسكري بعين النعجة، وعانى في الفترة الأخيرة من مشاكل في التنفس، حسب مصادر طبية. ويعد بلخير، وهو عسكري محترف، من الشخصيات المثيرة للجدل في الجزائر منذ الثمانينيات عندما تولى مسؤوليات في عهد الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد ومنها مدير ديوانه، وكان ضمن نخبة من كبار رجال النظام الذين قادوا عملية قطع الطريق أمام الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة بعد الدور الأول من انتخابات 27 جانفي لعام .1991 ويعرف عن المغفور له صلاته العميقة بالأوساط السياسة والإعلامية ومراكز القرار والأعمال داخل وخارج الجزائر وخصوصا فرنسا والولايات المتحدة، وكذا دول الجوار كالمغرب الأقصى. ورغم ابتعاده عن التسيير المباشر لشؤون الدولة، بقي العربي بلخير عنصرا مؤثرا في رسم السياسات بالجزائر إلى غاية ذهابه إلى المغرب ''سفيرا فوق العادة'' في 2005 بعد الانتخابات الرئاسية عام .2004 وشهد بيته بالعاصمة إثر عودته من العلاج بفرنسا مطلع العام الماضي إقبالا كبيرا للشخصيات العمومية وزملائه السابقين في الجيش وأعضاء الحكومة مما يظهر مكانة الرجل. ويشير العارفون بشؤون السلطة في الجزائر إلى أن وفاة العربي بلخير تؤرخ لبداية مرحلة في تاريخ الجزائر، لكن إرثه لن يزول برحيله عن هذا العالم، حيث يحتل الكثير من المسؤولين في مختلف مؤسسات الدولة والطبقة السياسية مناصب حساسة تكونوا على يده وله الفضل في ترقياتهم وتكوينهم.