أكدت مصادر فلاحية مطلعة أن مخازن الحبوب بجنوب المدية باتت تعرف حالة من الاستياء والتذمر جراء نوعية الحبوب التي تقدمها هذه الأخيرة للفلاحين. وقد أكدت مصادرنا أنه قد تم تسجيل تلف أكثر من 7000 قنطار من الشعير بمخزن الحبوب بعين بوسيف، الذي أتلفت عن آخره بسبب ما أسماه الفلاحون بالتهاون واللامبالاة، وخلط محصول الموسم الفارط مع كميات هائلة من الحبوب المستوردة والرديئة، التي سبق أن تطرقت إليها ''البلاد'' في حينها. وقد عبر الفلاحون والموالون عن استغرابهم لرداءة محصول الشعير باعتبار أن هذا الأخير، وحسب الخبرة التي يملكها الفلاحون، لا يمكن أن يتعرض للتسوس في ظرف قصير كهذا بعد جنيه، مما يؤكد أن الشعير المستورد ''فريطس'' هو السبب في فساد كل المخزون. كما أكد البعض أن سقف المخزن المهترئ زاد من رداء المخزون نظرا لتسرب مياه الأمطار إلى داخله وساعد ذلك على إتلاف ما تبقى من الحبوب. وفي هذا الصدد ناشد الفلاحون والموالون معا المسؤولين ضرورة إيفاد لجان تحقيق مسؤولة للوقوف على ما وصل إليه الوضع، خاصة أن عددا كبيرا من الفلاحين رفضوا استعمال هذه الحبوب للزرع كما كان الوضع نفسه مع الموالين الذي أكدوا استحالة استغلال هذه الكميات للعلف نظرا لما يمكن أن تؤثره عليه سلبا على ماشيتهم. وللإشارة فقد كانت ''البلاد'' سباقة في التطرق إلى موضوع الحبوب المستوردة التي تبين أن أحد المهندسين الأردنيين يقوم باستيرادها من الصين على أساس أنها علف، إلا أن الثمن الباهظ الذي وضعته الوزارة لتحفيز الفلاحين دفع بالفلاحين الموسميين إلى شراء هذه الكميات وإدخالها بطرق غير قانونية إلى المخازن على أساس أنها محاصيل تم جنيها خلال العام. وأمام هذا الوضع بات من المحتم تدخل الوزارة الوصية للتحقيق في الوضع.