عرضت شاشة ''أم بي سي''، ليلة الخميس، شهادات عن جزائريين تضرروا من التجارب النووية التي أجرتها فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية. وكشف التقرير الذي جاء على شكل فيلم وثائقي درجة الأضرار والإصابات التي مازال يعاني منها الجزائريون الذين تعرضوا لهذه الإشعاعات. ومن بين الشهادات التي قدمتها القناة شهادة الجزائري بلقاسم عمار، وهو أب ل3 أطفال، تعرض للإشاعات النووية التي أطلقتها فرنسا في تلك الفترة في الصحراء الجزائرية وقال بلقاسم إنه أصيب بالعديد من الأمراض بسبب الإشعاعات النووية الفرنسية، فهو يعاني من شلل كلي في يده اليمنى وصعوبة كبيرة في تحريك القدمين وإفراز هرموني غريب أدى إلى نمو غير طبيعي للعظام وأكد بلقاسم أن النفايات النووية التي رمت بها فرنسا في منطقة رفان جنوبالجزائر هي السبب وراء الجحيم الذي يعيشه اليوم. كما أشار بلقاسم إلى أنه يملك وثائق طبية تثبت الضرر الصحي الذي لحق به. ويروي تفاصيل وصول الإشعاعات الفرنسية إلى جسده فقال ''إنه قبل دخوله الخدمة العسكرية في منطقة ''إينكر'' في تمنراست في عام 1987 كانت صحته جيدة، وبعد مرور ثلاثة أشهر شعر بتغيرات في جسمه، فازداد وزنه وتضخمت عظامه، ولم يعرف أن الإشعاعات هي السبب، خاصة أن الثكنة العسكرية لم يوجد بها طبيب. وأضاف أنه بعد خروجه من الخدمة العسكرية في أواخر عام 1989 ارتفع وزنه إلى 120 كلغ، ولم يعد يتمكن من المشي والتحرك بسبب شلل الذراع الأيمن، مشيرا إلى أنه زار أكثر من 20 طبيبا وتناول كل أنواع الأدوية لكن دون فائدة. ولم يستطع أيّ طبيب تشخيص مرضه، غير أنه اكتشف لاحقا أن سبب مرضه هو الإشعاعات النووية. وأكد الأطباء أن معاناة بلقاسم لا تقف عند هذا الحدّ بل إن ظروفه العائلية زادت سوءا، فراتبه من عمله كموظف في الضرائب لا يكفي لمواجهة غلاء الأدوية ومستلزمات أسرته. وأكثر ما يشعر به بلقاسم هو نظرات الناس إليه، إذ ينظر البعض إليه على أنه وحش، لا سيما نمو جسده وعظامه غير الطبيعي. ويطالب بلقاسم، ضحية هذه التجارب، السلطات الفرنسية بتعويضه عن الضرر الصحي الذي يهدد حياته بالموت، وأشار إلى أن هذه التجارب أثرت عليه بشكل فقد قدرته الجنسية إثر إصابته بسرطان في الغدة التناسلية. ورغم أن التجارب النووية الفرنسية أجريت قبل نصف قرن في الصحراء، إلا الخبراء يؤكدون أن تأثيراتها على البشر تمتد إلى حوالي 24000 سنة، حسب المختصين في الفيزياء النووية. وقد باءت محاولات بلقاسم بمطالبة فرنسا بتعويضه والتكفل بحالته الصحية بالفشل، رغم أن البرلمان الفرنسي أصدر منذ شهرين قانونا لتعويض ضحايا التجارب النووية في المستعمرات القديمة واستثنى القانون الجزائريين الضحايا الذين يبقى مصيرهم مجهولا، وهو ما اعتبرته الجزائر مجرد مناورة فرنسية للتستر على جرائمها. وقد رد وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير على الأمر قائلا ''الجزائر غير مطالبة بالوقوف معارضة للقانون، وهي الوحيدة التي يجب أن تتكفل بضحاياها غير أن قانونيين جزائريين حركوا دعوى قضائية ضد الحكومة الفرنسية لتسليم خارطة المواقع النووية التي لاتزال نشطة في صحراء الجزائر.