طالب خبراء فرنسيون من حكومة بلدهم، العمل من أجل تجاوز الآثار التي خلفتها التجارب النووية الفرنسية بمنطقة "رڤان"، جنوبالجزائر، ودعوا دولتهم إلى مسح آثار "العار الذي لحق بفرنسا المتحضرة"، جراء هذه التجارب، وشددوا على ضرورة شرح الأضرار الخطيرة التي لحقت بصحة الإنسان وحالة الأرض. * وجاءت هذه المطالب، في فيلم وثائقي، سيبث على القناة الفضائية القطرية "الجزيرة" غدا الخميس بمناسب حلول الذكرى ال 47 للتجارب النووية الفرنسية بالجزائر، والذي كشف عن حقائق علمية جديدة، تؤكد أن الإشعاعات النووية الناجمة عن التجارب النووية الفرنسية في منطقة "رقان" جنوب البلاد، في ستينيات القرن الماضي، ستقضي على أي نوع من الحياة فوق تلك المناطق. * وأوضح التقرير، الذي اطلعت "الشروق اليومي" على أهم ما فيه، أن الآثار والتداعيات المترتبة عن هذه التفجيرات، تزداد مع مرور الزمن، بسبب ترسب السموم النووية على ظهر الأرض وفي باطنها، غير أن بعضها لا يظهر بشكل سريع في أعقاب تلك التجارب، كما جاء في هذا الفيلم. * ويتعرض التقرير إلى الدمار الشامل الذي لحق بالمنطقة، وكذا الأضرار الإيكولوجية والنفسية، والآثار المترتبة على ذلك، من خلال شهادات موثقة تتحدث منذ البداية عما كان يفكر به الفرنسيون، ومحاولة تحايلهم على العالم، وتأكيدهم بأن المنطقة التي أجريت بها التجارب، كانت أرضا قاحلة وقاتلة، ولا يوجد عليها بشر ولا حياة، استنادا إلى صورة مسجلة، تظهر ممثل فرنسا في هيئة الأممالمتحدة، يدافع عن هذه الأطروحة في محاولة زائفة لمغالطة الرأي العام الدولي. * ويتحدث الشريط عن مأساة "رقان"، بشهادات موثقة وصور حية، وهو يعرض صورا لبشر أحياء من مجاهدي الثورة التحريرية، وهم عرضة للتجارب النووية، وقياس مستوى حجم الإشعاعات النووية، التي تعرضت لها أجسادهم، على عكس ما روجته السلطات الاستعمارية في ذلك الوقت، والتي مفادها أن تلك الأجساد، هي عبارة عن دمى على شكل بشر. * وفند التقرير استنادا إلى شهادات خبراء وعلماء الذرة، أن التجارب النووية وقياس حجم الإشعاعات، تجرى على الكائنات الحية، كالبشر والأرانب والأنعام والدواجن، للوقوف على حجم الأضرار التي تصيب الخلايا الحية لتلك الكائنات، وخلصوا إلى أن الفائدة العلمية للتجارب النووية، لا يمكن جلبها من تجارب على دمى وأشياء ليس بها خلايا. * ومن بين ما تضمنه التقرير أيضا، مداخلة للمحامية الجزائرية، فاطمة الزهراء بن براهم، كشفت من خلالها عن إعدادها لملف قانوني متكامل، لرفع دعوى قضائية ضد الدولة الفرنسية، بغرض تثبيت "إدانة الدولة"، طالما أن القرائن والشواهد تجرم هذه الدولة الاستعمارية، وهذا يتطلب برأيها "جرأة سياسية تجابه الموقف الفرنسي المتعنت". * واستند الفيلم إلى شهادات فرنسيين شاركوا في هذه التجارب وقد تضرروا منها، وأقروا بجهلهم للنتائج التي نجمت عنها، وقالوا إن ما قاموا به، كان تطبيقا لتعليمات فوقية، وعبروا عن تذمرهم من الخداع المتعمد، الذي أدى في الأخير إلى إلحاق أضرار سرطانية فادحة بصحة هؤلاء الفرنسيين أنفسهم.