في جلسة استثنائية بمحكمة سيدي محمد تم الكشف عن مدى ضرورة وضع إستراتيجية جادة لمواجهة ظاهرة ''الحرقة'' بعد أن بلغ الأمر حد التهديد بحرق النفس والسفينة التي تم عبرها التخطيط للعبور إلى إيطاليا وقت توقيف حرس الحدود للسفينة المصرية التي رست بميناء إسابنيا وإنهاء حلم الحرفة لعون بمؤسسة الوقاية والحراسة بميناء العاصمة ومعه أحد الحرافة. هدد أحد المتهمين بالانتحار في حال إبعاده من أوروبا خاصة أنه أقدم على أكل زجاج النافذة وبادر بشرب حمض اليود ''الأسيد''. لم نكن نتوقع ونحن نتابع مجريات الجلسة أن حلم العبور للضفة الأخرى بات هيستيريا لهذا الحد، وإن أثبتت كل تجارب الحرفة أن المغامرين مستعدون لكل شيء والتنازل عن كل شيء مقابل العبور إلى أوروبا والمغامرة بالنفس. وهو ما أكدته وقائع قضية الحال التي تورط فيها المدعو الوناس، عون أمن بمؤسسة الوقاية والحراسة بميناء الجزائر الذي جرت محاكمته بعد إبعاده من قبل السلطات الإيطالية. هذا الأخير الذي عرض على صديقه (ب.أ) البالغ من العمر 23 سنة الخوض تجربة الهجرة السرية عبر حاوية سفينة مصرية متوجهة نحو إيطاليا، غير أن السفينة رست في ميناء إسبانيا. وبعد خمسة أيام قرر المتهم (ب.أ) وصديقه الوناس الخروج من الحاوية التي كانوا مختبئين فيها لشراء بعض الطعام بعد أن نفذت منهم المئونة واضطروا للخروج ليقعا في قبضة المصريين العاملين وتم تقديمهما للسطات الإسبانية لاتخاذ إجراءات إعادتهم إلى الجزائر. وهو ما رضخ له المتهم (ب،أ) غير أن المدعو لوناس الموجود اليوم بأحد المستشفيات الإيطالية رفض العودة مهددا بحرق السفينة بمن فيها وحرق نفسه. ولم يكتف بهذا فقط بل تعدى ذلك ليكسر زجاج النوافذ ويأكله بعد أن قام باحتساء ماء الآسيد، ونظرا لحالة الهيجان التي كان عليها هذا الأخير رفضت السلطات الإسبانية إبقاءه هناك متهمة ربان السفينة المصرية بالتواطؤ في عمليات الهجرة هذه إلى إسبانيا. وقد كشف التحقيق أن المتهم لوناس مسبوق بأربع قضايا في إيطاليا لكنه يعمل على تغيير هوياته في كل مرة للإفلات من المتابعة مع القانون الإيطالي. من جهتهما فإ المحكمة قضت بإدانة المتهم (ب.أ) بغرامة مالية قدرها 10 آلاف دج بعد أن طالبت النيابة بتسليط عقوبة العام حبسا نافذا في حقه.