فيما دخل أوباما في معركة مسح لديون بوش اتجاه الشعوب المستضعفة والمقهورة جراء فلاحته للبشر في معتقلات غواتنامو وبغداد وأفغانستان، يقرر عراق الشموخ والسؤدد الثأر من حذاء منتظر الزيدي ويحكم على رامي الحذاء التاريخي بثلاث سنوات سجنا نافذا، والقاضي المستغل نطق قراره ووجهه محصن بخوذة أمريكية تقيه عاصفة أحذية مفاجئة كانت تتربص بقراره كطعن واستئناف شعبي في الحكم الصادر ضد آخر الأحذية المحترمة في تاريخ الأمة. إدانة منتظر الزيدي من طرف قضاة المالكي بعقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذا، إدانة مخففة على جرم كبير، خاصة أنه كان من المفروض أن يدان قاذف الحذاء بالإعدام وأقلها السجن المؤبد، فالقضية برمتها لا تتعلق بالتسبب في ''تعرق'' سروال بوش نتاج عرقه المنهمر، ولكن في كون الصحفي القاذف أخطأ في تحديد هدفه الذي لم يكن بوش بقدر ما كان المالكي ذاته، فلو لم تجد أمريكا فصيلة طالباني الحاكم بأمرها في آبار العراق لما استطاعت السكر بنفط بغداد ولما تجرأت على الاغتسال بمياه الفرات بعدما أقدم عبيدها على شنق الحجاج الأصيل ليورثوا عرشه لجنكيز خان العصر عن طيب خيانة وإذلال.. الحكم على قاذف الحذاء جاء مخففا والقاضي أهان برأفة الثلاث سنوات الشعوب العربية التي لم تكن تريد أقل من الإعدام أو المؤبد حكما ضد من أساء حذاؤه الوجهة بعدما أخطأ هدف المالكي الأحق والأولى بصفعة الحذائين، ولأنهم برّؤوه بالحكم المخفف، فإن بطل الحذاء المقذوف كان يكفيه نجاة من العقوبة أن يقر أثناء المحاكمة العار بأنه لم يكن يقصد بقذفته التاريخية وجه بوش ولكنه كان يقذف وجوه العمالة ووجوه حكام العرب من خلال وجه المالكي العاري، ونكاد نجزم أنه لو فعلها وأقر بذنبه في أنه ظلم بوش بعدما استثنى المالكي الذي لا يعرف المراوغة في عمالته، لكان قد استفاد من البراءة التامة لأن أمريكا ستقف معه في قضيته، خاصة أن بوش أعلمنا بأن أي حاكم عربي يستحق بدلا من نعلين، حاوية أحذية وربما لن تفي بالغرض.