طالب البرلمان العربي من الدول المستعمرة سابقا الاعتراف بجرائمها خلال الحقبة الاستعمارية والاعتذار لشعوب الدول المستعمرة عما لحقها من هذا الفعل المجرّم، وهذا في ختام اجتماع البرلمان العربي المنعقد بجمهورية مصر الأسبوع الفارط.ونجح الوفد البرلماني الجزائري المشكل من نواب الغرفتين برئاسة السيناتور ورئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة إبراهيم بولحية ولأول مرة في تمرير توصية في البيان الختامي متمثلة في''إدانة الاستعمار على جرائمه ضد الإنسانية ومن ثم مطالبته بالاعتراف بها والاعتذار عنها''، حسبما قاله رئيس الوفد الجزائري السيناتور إبراهيم بولحية في اتصال مع ''البلاد''. وبحسب محدثنا، فقد تظمنت التوصية الختامية للاجتماع وباقتراح من الجزائر ''إدانة الاستعمار على ما ارتكبه من جرائم بشعة ضد الانسانية في حق الشعوب التي اخضعت للاستعمار بما في ذلك استعمال الأسلحة المحرمة دوليا والتجارب النووية وكذلك قيامه بزراعة الألغام المضادة للأشخاص واعتبار كل ما سبق من هذه الجرائم جرائم إبادة ضد الانسانية والشعوب''. ويأتي نجاح الجزائر في مسعاها لتجريم الاستعمار على المستوى الدولي، بالموازاة مع ''النجاحات'' المحققة على المستوى الداخلي، بعد مباركة لجنة الدفاع على مستوى المجلس الشعبي الوطني لمسعى تجريم الاستعمار الموجود حاليا على طاولة الحكومة مثلما صرح به صاحب المشروع موسى العبدي في وقت سابق ل''البلاد''. كما شكل الالتفاف البرلماني والحزبي على اختلاف التيارات لبنة قوية لتمرير تزكيته من الحكومة وبعدها غرفتي البرلمان، على الرغم من ''البرودة'' التي قابل بها رئيس الغرفة السفلى هذا المشروع في أول مرة حينما أعاده لأصحاب المشروع وأكد عليه في تصريحات للاذاعة حينما قال ''مشروع كهذا يخضع لاعتبارات سياسية ودبلوماسية''. وما يعزز مشروع تجريم الاستعمار المحال على الحكومة، تصريحات وزير الخارجية مراد مدلسي في سويسرا الأسبوع الماضي حينما دعا المجتمع الدولي المنضوي تحت مظلة منظمة الأممالمتحدة وهيئاتها المشتغلة بملف حقوق الإنسان إلى إعادة النظر في ممارسات دول الاستعمار وانعكاساتها السلبية على السكان.