شعب ناضل حتى انتصر وحقق النصر وفرنسا لم تعتذر.. تجرع مرارة المعاناة والألم والتعذيب والتجريح لكنه أصر على أن يضع الحرية نصب أعينه، ليكون له ذلك عام 1962 بعد سلسلة من البطولات والانتصارات التي سجلها الشعب الجزائري الأعزل بدماء زكية أعطت دروسا في الكفاح والنضال لجميع البشرية.. واليوم ونحن نحتفل بالذكرى السابعة والأربعين لعيد النصر والذي يتزامن مع مسعى البرلمان للمصادقة على قانون تجريم الاستعمار الفرنسي، أبينا إلا أن نستجوب آراء بعض المجاهدين الذين صنعوا مجد الجزائر المستقلة حول المصادقة على قانون تجريم المستعمر الجديد. المجاهد رواق محمد الطاهر: نحن ندعم مبادرة قانون تجريم الاستعمار الفرنسي المصادقة على قانون تجريم الاستعمار الفرنسي بالجزائر جاءت من الإخوة النواب، ونحن كمجاهدين ندعم هذه المبادرة كل التدعيم، من المفروض أننا ضحية الاستعمار يتطلب على الإدارة الفرنسية الاعتذار لكن بدلا من هذا هم المستعمرون الظالمون يصدرون قانونا في المجلس الفرنسي للإشادة بالاستعمار والمفروض أن يحدث العكس. نحن كمجاهدين ندعم ونؤيد كل التأييد المبادرة التي قام بها البرلمانيون والتي تدعو إلى تجريم الاستعمار وتطالبه بتقديم الاعتذار، لأن هذا الاعتذار يبقى للأجيال. وفي الأخير نحن الجزائريين من انتصر، ونبقى معتزين لأننا حققنا النصر واسترجعنا كرامتنا وحريتنا. المجاهد العربي دماغ العتروس القانون جاء متأخرا مسعى البرلمان للمصادقة على قانون تجريم الاستعمار هو مسعى مشكور لكنه جاء متأخرا جدا وكان على الشعب الجزائري، منذ مدة طويلة، أن يدين جرائم فرنسا الاستعمارية، لأن جرائم الاستعمار الفرنسي لا مثيل لها، ففرنسا التي كانت تحمل دوما شعار ''المساواة والحرية والأخوة'' هو شعار زائف وهي تدعي ذلك. ولكن، يقول دماغ العتروس، فرنسا يصيبها العمى عندما يتعلق الأمر بالجزائر، فهي مدينة لنا وستظل مدينة لنا ما لم تعترف بما اقترفته في حق الشعب الجزائري. المجاهد على زغدود: نحن حققنا النصر وعلينا الإصرار على المطالبة بالاعتذار من جهته أوضح المجاهد زغدود أن الاعتذار يأتي بعد تحقيق النصر، فعلى فرنسا المهزومة، يقول زغدود، أن تعتذر للجزائر وإلا فسيبقى الشعب الجزائري يطالب بالاعتذار وإن لم تقدم فرنسا اعتذارها فستبقى دائما مهزومة أمام العالم، لأنها أزهقت أرواحا لا تعد ولا تحصى من الأبرياء ولم تعتذر على ذلك، رغم أنها كانت من الأوائل الذين نادوا بحقوق الإنسان. نحن حققنا النصر وعلينا الإصرار على المطالبة بالاعتذار وتدعيمه عن طريق هذا القانون الذي يأتي في ذكرى هذه المحطة التاريخية الهامة في نضال الجزائر. لمين بشيشي: لهذا تجريم الاستعمار ليس مطلبا عاطفيا ربط عيد النصر بقضية وقانون تجريم الاستعمار ليس منذ سنة 1962 فقط بل منذ سنة 1835 منذ الإبادة الجماعية المتواصلة من طرف المجرمين الفرنسيين، ونحن مع كل ما يرفع في حق الكفاح الجزائري. فالثورة الجزائرية وخلافا للثورات الأخرى هي عميقة وكبيرة كبر الشعب الجزائري، لهذا يعتبر تاريخ 19 مارس مرحلة نهاية الحرب والتفاوض بين متحاربين اثنين، رغم أن الأمر كان مرفوضا من قبل المستعمر، وقال بشيشي إن هذا الانتصار لم يأت هدية من أحد رغم ما يقال بأن الجنرال ديغول أنقذ بلاده من كارثة حقيقية، لهذا تجريم الاستعمار ليس مطلبا عاطفيا، ويكفي أن نلاحظ اعتراف الطرف الفرنسي بجرائم الاستعمار من خلال الكتاب الذي أصدره مؤخرا صحفيان فرنسيان أكدا في كتابهما حقيقة وحشية المستعمر الفرنسي في الجزائر منذ العام ,1830 وما قامت به فرنسا من إبادة للشعب الجزائري على غرار ما فعله الانجليز مع الهنود الحمر.