صدر مؤخرا عن دار نشركراست، كتاب تحت عنوان رحلة تأمل فى القرآن وأسباب وجوده، من تأليف الفرنسيان من أصل مصرى، بهجت النادى وعادل رفعت. يحاول الكاتبان من خلال المؤلف ترجمة القرآن وإعادة فهم معانيه نظرا لاعترافهما بصعوبة إيجاد ترجمة حرفية للقرآن. ويعتبر بمثابة رحلة فى القرآن وأسباب نزوله، حيث يصطحب القارئ ليكتشف أن آياته لا ترتبط فقط بالسياق التاريخى الذى أنزلت فيه، إنما تستوعب جميع السياقات الممكنة ولذلك جاءت أهمية الاجتهاد فى تفسير القرآن بما يتناسب مع أمور الحياة المتغيرة، ومن هنا يستقى العنوان الفرعى للكتاب وهو ''كلمة الله فى مواجهة التشدد. ويطرح الكتاب سؤالا وهو هل يمكن وضع القرآن الكريم بنصوصه المقدسة المنزلة منذ عدة قرون موضع إعادة تفكير؟ فالقرآن هو كلمة الله سبحانه وتعالى، ولذلك يعتقد الكثيرون ضرورة فهم آياته فهما حرفيا، بينما آيات القرآن الكريم نزلت فى تاريخ بعينه ومكان بعينه وسياق بعينه، ولفهمها بعمق يتحتم الرجوع إلى الظروف التى نزلت فيها، والأسئلة التى تحاول الإجابة عليها، وهو أمر لابد من بلوغه لاستيعاب الرسالة الحقيقية التى يحملها القرآن حسب ما حملت طيات الكتاب.. ليصل المؤلفان فى النهاية إلى أن من يقرأ القرآن بعين شفافة وبقلب ذكى، يعي جيدا أنه أكثر النصوص رفضا للتشدد والتعصب والجهاد فى صورة قتل الأبرياء والانتحار وكل أشكال العنف السياسى الذى يبتعد عن الرسالة الحقيقية للإسلام كدين سلام.