أفادت مصادر مطلعة، أن رئاسة الجمهورية أبرقت أمس رسالة إلى دولة قطر تبلغ فيها عن مشاركة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بصفة رسمية في مجريات القمة العربية التي ستحتضنها العاصمة القطرية الدوحة نهاية الشهر الجاري. وحسب المصادر ذاتها، فإن الرئيس بوتفليقة سيقتطع ثلاثة أيام من عمر حملته الانتخابية المقرر أن تنطلق في 19 من مارس الجاري، للمشاركة في قمة الدول العربية الأمريكو لاتينية التي ستسبق القمة العربية الدورية المقررة في الرزنامة العادية لجامعة الدول العربية. وقد تأكد هذا الخبر على لسان عبد المالك سلال، مدير الحملة الانتخابية للمرشح عبد العزيز بوتفليقة، في معرض حديثه عن برنامج الحملة في لقاء جمعه أمس بفندق الرياض مع إطارات أحزاب التحالف الرئاسي، حيث أكد على اضطرار بوتفليقة قطع برنامج حملته لمدة ثلاثة أيام بسبب حضوره أشغال قمة الدوحة . من جهته، قال الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة وأمين عام الآفلان عبد العزيز بلخادم، إنه بالرغم من أن موعد القمة العربية يأتي في أوج فترة الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، إلا أن الرئيس بوتفليقة قرّر المشاركة في القمة وفاء للالتزامات العربية للجزائر ودعما لأي خطوة تتعلق بتحقيق العمل العربي المشترك وتعزيز التشاور في القضايا التي تهم العالم العربيب، مضيفا أن مشاركته أيضا في القمة العربية - الأمريكيةالجنوبية التي ستعقد كذلك في قطر قبيل القمة العربية، تأتي في إطار بلورة حلول مستعجلة لمواجهة التهديد الذي تطرحه الأزمة المالية العالمية وتأثيراتها على اقتصاديات الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، مؤكدا على الحاجة لإنشاء نظام مالي دولي يمنع المضاربات المالية ويضع في الاعتبار القواعد الملائمة لإنشاء منظومة مالية جديدة تتوافق مع التنمية الاجتماعية والاقتصادية لدول المجموعتين. والمعروف عن الرئيس بوتفليقة، أنه لا يفوت فرصة لتمثيل الجزائر في جميع القمم العربية السابقة التي أعقبت انتخابه لأول فترة رئاسة له، سيما تلك التي جاءت في أوقات كان يعيش فيها المشهد العربي أحلك ظروفه، وهذا ما تجسد بحضوره القوي في قمة الدوحة الاستثنائية الأخيرة التي عقدت لمناقشة الأوضاع المتدهورة في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني الدامي على سكانه المحاصرين، وهي القمة التي تخلف عن المشاركة فيها عدد من الدول والرؤساء العرب المعروفين بتمحورهم في إطار ما بات يسمى بأنظمة الاعتدال العربي. كما أن إصراره على المشاركة هذه المرة أيضا في قمة الدوحة جاء تلبية لعدة اعتبارات يفرضها واقع التغييرات والتحولات التي باتت تطبع الخارطة السياسية لعالم اليوم، سيما وأن هذه القمة سيخيم عليها بلا شك وبحسب ما يؤكده كثيرون قرار إصدار مذكرة التوقيف الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشير، والتهديدات المتكررة التي أصبحت تشكل خطرا جوهريا على أمن وسيادة السودان على خلفية الأزمة المستمرة في دارفور جنوب شرق الخرطوم.