يؤكد سيد أحمد تمامري، عضو اللجنة التحضير لحزب جبهة التحرير الوطني وعضو الهيئة التنفيذية، أنه لا وجود لصراع الأجيال ''إلا لمن أراد الاصطياد في المياه العكرة''. وأشار تمامري في حواره مع ''البلاد'' إلى أن الأمين العام للحزب حوّل الشباب في الحزب من مجرد شعارات إلى واقع ملموس عن طريق تمكينهم في المؤتمر بمشاركة أكثر من 500 شاب. وأوضح تمامري الذي يرأس منظمة ''التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني'' أن أساس السنوات التي مرت في ظل قيادة الأمين العام عبد العزيز بلخادم انتقلت من النقاش حول الأسماء إلى النقاش حول الآراء والأفكار. ونحن على موعد مع محطة المؤتمر التاسع للحزب، كيف ترون مسار التحضيرات لهذه المحطة؟ بكل اختصار، مسار التحضيرات للمؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير الوطني تمت في شفافية تامة وفي وضوح، وذلك راجع، حسب رأيي، لإرادة الأمين العام عبد العزيز بلخادم في مناقشة وإثراء كل المسائل المتعلقة بتحضير المؤتمر مع الأعضاء القياديين في الحزب من الهيئة التنفيذية وصولا إلى المجلس الوطني، حتى أمناء المحافظات. أشار الأمين العام في تصريحاته إلى أن المؤتمر سيكون مرحلة نوعية في مسار الحزب، ما تعليقكم؟! يعتبر المؤتمر التاسع محطة تاريخية. واستنادا لما يحيط بالحزب من أوضاع سياسية وما يواجهه من رهانات ستكون صبعة المخاض مستقبلا، ونرى أن لهذا المؤتمر عدة صفات، لعل أبرزها هو الصفة النظامية والسياسية الأولى، لأنه سيصحح الكثير من الأخطاء السابقة في الجانب النظامي والثانية ترتكز على أساس أن عهدة الأمين العام عبد العزيز بلخادم انتقلت من مناقشة الأسماء إلى مناقشة الآراء. يتميز المؤتمر التاسع للحزب بحضور مميز لعنصري الشباب والمرأة؟ للأمين العام للحزب القسط الأوفر في أسباب تواجد هاتين الفئتين: الشباب والمرأة. وإذا انتقلت لتحليل ذلك، فإن تواجد المرأة يرجع لإرادة سياسية تواجدت على مستوى أعلى هرم في الدولة وهو رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وأول من جسدها هو حزب جبهة التحرير الوطني تكريسا لما أقره الدستور المعدل. أما بالنسبة للشباب، فإن الأمين العام كرس رغبة المناضلين في تحويل تواجد الشباب من شعار إلى واقع ملموس عن طريق تمكنهم في المؤتمر وهو أيضا راجع لأداء الشباب في حد ذاتهم الذي كان متميزا خلال كل المحطات التي شهدها حزب جبهة التحرير الوطني وبالتالي توازات الرغبة مع الأمر الواقع. كشاب يناضل في الحزب منذ سنوات هل ترون أن الأبواب مفتوحة فعلا في هياكل الحزب؟ يستمد الحزب قوته من المناضلين، حيث يجب الانتقال من فكرة أن الشخص يناضل ضمن عشيرته أو في موطن ولادته إلى فكرة تقدير كل من يمكنه أن يخدم الحزب انطلاقا من موقعه المهني والاجتماعي ويجب تكريس آلية مجهود يساوي نتيجة تستوجب الكفاءات. لكن هناك من يطرح مسالة صراع الأجيال في الحزب؟ لا وجود لصراع الأجيال إلا لمن أراد بعثه عنوة لأسباب معينة. وأنا كشاب أرى أن تواجد مناضلين من الرعيل الأول أو الثاني لحرب التحرير في الحزب ضروري وأؤمن بفكرة أن الأجيال تتواصل في حمل الرسالة وتعمل على الاستمرارية في تطبيقها. هل ترون أن برنامج الحزب يستجيب، فعلا، لمشروع المجتمع الذي يناشده الجزائريون؟ يجب الانطلاق من التساؤل: هل أن الجزائر وشعبها محتاجة لوجود حزب جبهة التحرير الوطني؟ والإجابة ستكون: نعم. وانطلاقا من أن جبهة التحرير الوطني لاتمثل تاريخا وفقط، وإنما تمثل تاريخا لاينفيه أحد، وحاضرا لايمكن تجاوزه، ومستقبلا على الشعب اختياره استنادا لما سيقدمه من برنامج وأفكار.