صادقت اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني في أول دورة لها بعد المؤتمر التاسع المنعقد من 19 إلى 21 مارس الماضي على التركيبة الجديدة لأعضاء المكتب السياسي للحزب، ولم يتم الكشف عن القائمة الاسمية إلا في ساعة متأخرة من مساء أمس. عقدت اللجنة المركزية للافلان أول دورة لها أمس بفندق الرياض بسيدي فرج بالضاحية الغربية للعاصمة برئاسة الأمين العام السيد عبد العزيز بلخادم، ولم يتم الكشف عن تركيبة المكتب السياسي إلا في ساعة متأخرة من مساء أمس، مما حال دون حصول الصحافة على القائمة الرسمية للمكتب. وحملت القائمة حسب التسريبات التي قدمت في الجلسة الصباحية أسماء عدة قيادات منها السادة عبد العزيز زياري، رشيد حراوبية، الطيب لوح، والأمين العام لاتحاد الفلاحين السيد محمد عليوي. وعرف المكتب لأول مرة عضوية امرأة ويتعلق الأمر بالوزيرة السابقة وعضو مجلس الأمة السيدة ليلى الطيب، إضافة الى تعيين أول شاب فيه وهو السيد سيد احمد تمامري رئيس الاتحاد من اجل التجديد الطلابي. ويعكس وجود العنصر النسوي في المكتب السياسي للافلان ما ذهب إليه السيد بلخادم في الكلمة الافتتاحية لأشغال الدورة الأولى للجنة المركزية، حيث اكد أن التعديل الدستوري الذي أقره الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بشأن توسيع مشاركة المرأة في الحياة السياسية لن ''يكون حبرا على ورق، وأن حزب جبهة التحرير الوطني سيعمل على احترام نص المادة 31 مكرر من الدستور''. واحتفظ الأمين العام على عدة أسماء من القيادات السابقة منها السيد سعيد بوحجة، السيد صالح قوجيل، السيد عمار تو والسيد عبد الكريم عبادة. وانعقدت الدورة الأولى للجنة المركزية للافلان وسط تساؤلات بخصوص ''تأخر'' انعقادها الى غاية امس، وهو الأمر الذي تحدث عنه السيد بلخادم في كلمته، وأشار الى أنه كان لزاما أن يتم عقد أول دورة بعد مرور أكثر من شهر من المؤتمر التاسع، وأوضح أن الحزب لم يتسلم إلاّ أمس الأحد فقط وصل إيداع ملف أعضاء اللجنة المركزية، وأن وزارة الداخلية تملك اجل 30 يوما للنظر في القائمة الاسمية للجنة والمصادقة عليها، وحسب السيد بلخادم فإنه كان من المقرر أن لا تعقد اللجنة دورتها إلا بعد حصولها على رد وزارة الداخلية، غير أن أجندة عملها دفع الى استدعاء أعضائها لأول دورة أمس.ومن جهة أخرى، قدم السيد عبد العزيز بلخادم تقييما ايجابيا لأشغال المؤتمر التاسع للحزب، واعتبره ناجحا من كل المقاييس، وبخاصة لكونه وضع قطيعة مع الأزمة التي عرفها الحزب فيما سبق ومكن من إنهاء الخلافات والسلوكات التي تعيق عمل الأفلان وتكرس الرؤية الفردية، وأضاف أن الرسالة التي وجهها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للمؤتمرين، ورسالة الرئيس الأسبق السيد احمد بن بلة وحضور الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد وأمناء عامين سابقين من بينهم محمد الطاهر يحياوي وبوعلام بن حمودة، تعتبر شهادة بامتياز على الدور الكبير الذي يلعبه الأفلان في الساحة، ولأهمية مؤتمره في الحياة السياسية للبلاد ككل. وذهب السيد بلخادم الى حد وصف مؤتمر الافلان بالحدث الدولي بالنظر الى الحضور الكبير للأحزاب السياسية. وأثار السيد بلخادم عدة تساؤلات قال بأنها تشغل بال المتتبعين لشأن الحزب، منها أولويات القيادة الجديدة والطريقة المتبعة لتنفيذ برنامج الحزب للخمس سنوات القادمة، وفي هذا السياق أشار الى أن الهدف الأساسي للافلان بعد المؤتمر التاسع هو تسجيل نقلة نوعية في العمل الحزبي وإدخال تغيير جذري في الممارسة والتسيير. وأشار السيد بلخادم الى أن أول مهمة ستشرف عليها القيادة الجديدة هي تجديد عهدة المشرفين على المحافظات والقسمات وذلك بغرض إقامة ''هياكل لها مميزات تحمل ملامح المستقبل''، وشدد في هذا السياق على ضرورة استقطاب الكفاءات والقدرات والطاقات حتى يتمكن الحزب من استعادة ديناميكيته. وحول دور المكتب السياسي تعهد السيد بلخادم بأن يكون ''قيادة تحقق الانسجام والتكامل وتتعاطى مع القضايا الحزبية والوطنية بشكل يجعلها متواصلة مع القواعد الحزبية ومع ما يعيشه المواطن''. وحذر من انغلاق الأفلان على نفسه كون ذلك سيمنح فرصة للمنافسين السياسيين من كسب مساحات على حساب حزب جبهة التحرير الوطني. ودعا المناضلين الى عدم الخوض في الحسابات الضيقة، خاصة وأن الأفلان مقبل على مستجدات واستحقاقات في غاية الأهمية. وفي الشأن الوطني اكد الأمين العام للافلان أن مرور سنة كاملة على العهدة الثالثة للرئيس بوتفليقة تعد فرصة للتوقف عند الانجازات التي تحققت والتطورات التي عرفتها البلاد في شتى مجالات الحياة، واعتبر المصالحة الوطنية اكبر انجاز للرئيس بوتفليقة كونها ساهمت في عودة الأمن والاستقرار والطمأنينة لجميع المواطنين، وتوقع أن يساهم المخطط الخماسي 2010-2014 في تعزيز المكاسب التي تم تحقيقها.