أزقة ضيقة غير مهيأة وسكون قاتل· لا يبدو أن ثمة الكثير من الجهد بذل هنا لتحسين ظروف حياة الناس، فباستثناء مياه الشرب المتوفرة والإنارة العمومية، فإن باقي الخدمات شبه منعدمة، حيث لايزال العديد من العائلات من دون شبكات صرف المياه المستعملة، والخدمات الصحية ضعيفة، وحالة المدرسة الابتدائية ليست بالمرضية·وقد لاحظنا سوء وضعية الطريق من مدخل القرية إلى نهايتها، لكن عند الانعطاف يسارا باتجاه المنطقة الصناعية التي ينشط بها سوى ثلاثة مصانع صغيرة يبدو الطريق معبدا بطريقة جيدة· ويعيش شباب ''جوانوفيل'' فراغا كبيرا بسبب البطالة وغياب المرافق، إذ يضطرون إلى التنقل يوميا إلى مدينة عناية، ولا يعودون إلى الحي إلا في المساء، بعضهم تمكن من الحصول على منصب عمل في المصانع الثلاثة، وهم قليلون في حين يتواصل صمت السلطات المحلية حول المستفيدين من العقار الصناعي بالمنطقة منذ سنوات دون ممارسة أي نشاط· وقد ساهم هذا الواقع المأسوي في ''تشجيع'' شباب الحي على خوض مغامرات الهجرة السرية مبكرا منذ ''تدشينها'' في شكل حملة محلية من طرف شبكات ''الحرفة'' بشاطئ سيدي سالم المجاور مطلع سنة .2007وما يلفت نظر الزائر لحي سيبوس هو انتشار البيوت الفوضوية والقصديرية على ضفتي الوادي، وتزايد أعدادها عما شاهدناه في زيارات سابقة لهذه القرية· كل البيوت لا تتوفر على أدنى شروط الحياة الكريمة والسلامة، فمعظمها عرضة لفيضان مياه الوادي، فيما تضاف إلى نزلاء آخرين مخاطر الطريق، حيث توجد بيوتهم تحت الطريق مباشرة· وقد أدت هذه الوضعية التي خرجت عن إطار السيطرة، إلى انتشار المزابل بشكل فوضوي، حيث يوجد أكثر من موقع لرمي النفايات يستخدمه نزلاء القصدير·