ماذا تنتظر الأمة العربية من قمة زعماء ضمتهم خيمة كبيرة يحرسها ''إناث'' شداد غلاظ استخدمهم رئيس القمة لحمايته من أي طارئ أمني يفسد على سادتنا من ضيوفه الموقرين نشوة الاستمتاع بالشعر العربي الفصيح الذي اختاره ملك ملوك إفريقيا كبوابة لولوج أشغال قمة افتتحت بتلاوة قصائد الشعر ورقص الخيل على ''وحدة ونص''، في طريقة قديمة لإرهاب العدو باستعراض مهارة الرقص العربي إذا ما اشتد وطيس الحرب والحب؟ عقيد ليبيا، رغم كل ما يمكن أن يقال أو يثار حول ''خبله'' الرئاسي الذي يساير جنون العصر، إلا أن في بعض جنونه و''جنوحه'' لحظات ثورة كثيرا ما عرت ''أقوام'' القبائل العربية المسماة اعتباطا دول لها سيادات وشعوب ومواقف، فقذافي القمة ورئيسها الحالي بسرت الليبية، أكرم ضيوفه في خيمة شعارها أن ''الجماعة'' متجامعون حول قصيدة شعر يلقيها موظفون سامون مكلفون بتلاوة ما ألهم وأطرب من ملاحم الخيل التي حولها زمنهم الأرعن إلى راقصات ومتمايلات دف وطبل، بعدما كانت في زمن النخوة حطبا لحرب هي الكرامة والعزة.. أحسن ما في القمة هو مفاجأة التمثال الشامخ الذي سقط في بغداد بأيدي المالكين، لينحته القذافي في مدينة بنغازي تخليدا لذكرى الشهيد صدام حسين، ويزامن إزاحة الستار عنه مع توقيت استضافته أشغال القمة العربية.. المبادرة مجنونة، لكن أجن منها أن قيامة عمرو موسى قامت لمنع ''جنون'' القذافي.. وبعدما كان هدف القمة ومبتغاها ومشروعها الكبير أن تناقش قضايا الأمة.. ها هو التمثال التذكاري لصدام حسين يصبح هو البرنامج وهو القمة وهو الهدف.. فهل ننتظر من هؤلاء ''المجامعين'' سوى إبطال لغم التمثال كأكبر إنجاز تاريخي لقمة جامعة ''ممصّرة'' عن سبق ''عمرو'' و''موسى''..؟