أدان مجلس قضاء قسنطينة بغرفته الجنائية في ساعة متأخرة من مساء أول أمس الخميس، المتهم (ح. ع)، 30 سنة، بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة وحمل السلاح دون رخصة من السلطات المخولة، ب3 سنوات حبسا غير نافذ و50 مليون سنتيم غرامة مالية، وكل من (م.م)، 74 سنة، (م. ن)، 29 سنة، (م.ف)، 53 سنة و(م.م)، 67 سنة بجناية عدم التبليغ والحكم عليهم بشهرين حبسا موقوف التنفيذ و20 مليون غرامة مالية مع إقرار الإكراه البدني بحده الأقصى في حقهم.. بيان الوقائع يشير إلى أن المتهم الأول وهو الرئيسي في قضية الحال والساكن بإحدى المشاتي المعزولة ببلدية الزيتونة التابعة إقليميا لبلدية القل، ولاية سكيكدة، قد التحق بصفوف جماعة إرهابية مسلحة كانت تنشط بالمنطقة شهر جانفي من السنة الفارطة، ومكث معهم حوالي أربعة أشهر شارك خلالها في عملية استيلاء على المواشي، سرقة سيارة من نوع بيجو 404 مغطاة ونصب حاجز مزيف، إلا أنه وحسب تصريحاته أمام محكمة الجنايات لم يقم بأي نشاط ضد الأشخاص بالقتل. وبعد مدة أحس أنه ارتكب خطأ فادحا وبدأ يفكر في الرجوع إلى حياته العادية، وهو ما تم فعلا، حيث عاد إلى قريته وسلم نفسه إلى مصالح الأمن. وقبل عودته حصلت جريمة قتل استهدفت اثنين من عائلة المتهمين الآخرين، كما تحصل خلالها الإرهابيون الذين قاموا بالعملية الشنعاء على مؤونة تمثلت أساسا في زيت الزيتون وبعض الدقيق من عند المتهمين (م.م)، (م.ف) و(م. م)، حيث أجاب هؤلاء أنهم أعطوا تلك المؤونة تحت الإكراه والتهديد بالقتل، بما أن مقر سكناهم بعيد جدا عن البلدية مما جعلهم يتخوفون من الإبلاغ وكشف أمرهم. أما المتهم (م. ن) فقال إنه أنهى فترة خدمته الوطنية منذ مدة قصيرة، وكان وقتها يبيت بالمقاهي والشوارع القريبة من قرية الزيتونة حتى لا تتم تصفيته، وليلتها حوالي الساعة العاشرة ليلا قرر الذهاب إلى البيت ليجد أمامه شخصان مسلحان فسألاه عن اسمه فاستعمل اسم أخيه، وبعدها أخلوا سبيله وأمروه ألا يتفوه بأية كلمة، كما قاما بسؤاله عن ''الدولة'' إن كانت قريبة أم لا فأجاب بالنفي وانصرف. ممثل الحق العام، رأى أن المتهم الأول مذنب باعترافه الصريح وانخراطه بجماعة هدفها نشر الرعب وزعزعة استقرار البلاد، والتمس في حقه 20 سنة سجنا نافذا. أما باقي المتهمين فإنهم لم يبلغوا بعد زوال الإكراه وبالتالي إدانتهم والتماس 5 سنوات في حق كل واحد منهم و50 ألف دج.