من المنتظر أن تناقش الدول المشاركة في الندوة العالمية ال 16 حول الغاز الطبيعي المميع التي ستنطلق، اليوم، بوهران قضية توحيد الجهود التي من شأنها أن تصب في خيارات المتاحة لتنسيق العمل قصد خفض الإمدادات لوقف التراجع في أسعار الغاز، عبر إنشاء منظمة ''أوبك'' للغاز. يذهب المختصون إلى التوقع بأن تفضي الندوة التي تحتضنها ولاية وهران إلى اتفاق الدول المصدرة للغاز على العمل ضمن هذه المنظمة، باعتبارها هيئة من شأنها تسطير التعاون حول تحديد حجم الصادرات، ومن تتمة التحكم بأسعار هذه المادة الطاقوية، انطلاقا من أن هذه الدول تملك حوالي 70 بالمائة من احتياطيات الغاز في العالم. وفي هذا الإطار، تسعى الجزائر إلى دفع الدول المصدرة للغاز لتفعيل مواقفها من أجل تبني تخفيضات منسقة في الإمدادات للسوق الفورية للغاز الطبيعي، باعتبار أن التنافس بين هذه الدول في اكتساب أسواق أخرى لصادراتها من شأنه أن ينعكس سلبا على أسعار الغاز في السوق العالمية، لاسيما وأن معظم إمدادات الغاز الطبيعي تكون في صورة عقود طويلة الأجل، وبالتالي على عكس أعضاء ''أوبك'' لا يتمتع منتجو الغاز بالمرونة للتأثير في الأسعار من خلال تعديل مستويات الإنتاج. وفي هذا السياق، كان قد ربط وزير الطاقة والمناجم شكيب خليل قرار إنشاء أوبك للغاز بموافقة قطر وروسيا، باعتبارهما الدولتين اللتين تتصدران قائمة البلدان التي تصدر أكبر كمية من الغاز الطبيعي إلى العالم، وهو العامل الذي يجعل مصير إنشاء المنظمة مرهونا بالدرجة الأولى بموقف هاتين الدولتين. ودعا الوزير في هذا الإطار منتدى الدول المنتجة والمصدرة للغاز، والتي تتألف إلى جانب الجزائر من قطر وروسيا وإيران وفنزويلا، إلى التوافق بصورة عملية بخصوص هذه المسألة من أجل الدفاع عن مصالح الدول المصدرة. وأشار إلى أن إنشاء منظمة تحمي مصالح هذه المجموعة مرتبط بموافقة وزراء الطاقة لمنتدى الدول المنتجة والمصدرة للغاز، إلا أنه بالموازاة مع ذلك، يبقى موقف قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم معرقلا لخطوات تنسيق خفض الإمدادات، حيث نفى وزير النفط القطري الأسبوع الماضي أن يكون قد أجرى محادثات مع منتجين رئيسيين آخرين بشأن خفض الإنتاج، ويرجع السبب الرئيس في ذلك إلى سعي قطر للمحافظة على تنوع شحناتها بعيدا عن أسواق الولاياتالمتحدة المتخمة بالإمدادات للفوز بعملاء جدد في أوروبا خاصة وهي سوق تهيمن عليها تقليديا روسيا والنرويج والجزائر. هواجس من إنشاء '' أوبك'' للغاز تشكل الندوة ال16 حول الغاز الطبيعي المميع مصدر قلق حقيقي بالنسبة للدول الغربية على غرار بلدان الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية، نظرا لأن الوضعية الحالية التي تجعل الدول المصدرة للغاز في موقع التنافس من أجل تسويق إنتاجها يخدم مصالح الدول المستوردة لهذه المادة التي ارتفع مستوى استخدامها في مختلف المجالات الصناعية. وعلى هذا الأساس، فإن استمرار هذه الوضعية ينعكس مباشرة على أسعار الغاز في الأسواق العالمية تطبيقا لمبدأ العرض والطلب، ومن ثم فإن نجاح الجزائر في إقناع كل من روسيا وقطر لتنسيق جهودهما ضمن هيئة دولية كمنظمة ''أوبك'' للغاز من شأنه أن يحمي مصالح جميع الدول الأعضاء.