من المقرر ان تفتتح اليوم اشغال الندوة الدولية ال 16 للغاز الطبيعي المميع في عاصمة الغرب الجزائري، وهران وتدوم يومين بمشاركة وفود ممثلة عن اكثر من 60 بلدا، وتدرس خلالها الآفاق والتحديات التي تواجه السوق العالمية للغاز خلال السنوات الماضية والمتميزة اساسا بتراجع الطلب قبل ان يستعيد نوعا من التوازن في السنوات القليلة الماضية. ويأتي انعقاد هذه الدورة وسط توقعات باستمرار طغيان الظروف الصعبة التي لاتزال تميز السوق الغازية، وتعيق انتعاشها بسبب استمرار تدني الطلب وتراجع الاسعار التي تبقى زهيدة، ولاتلبي احتياجات اعادة بعث القطاع الذي يحتاج الى استثمارات ضخمة. ولان عقود تصدير الغاز الطبيعي طويلة المدى في معظمها عكس قطاع النفط الذي تتحدد اسعاره في الاسواق النفطية العالمية بصفة آنية وفق قانون العرض والطلب الآني، فان منتجي النفط يجدون انفسهم في مأزق حقيقي بعد ان عبر المستهلكون عن امتعاضهم من استمرار العمل بعقود على المدى الطويل كون هذه الاخيرة تحدد اسعار ومستويات التصدير لمدة طويلة، قد لن تسمح لهم باستغلال ماهو متاح من خيارات من حيث مستويات الاسعار، على الرغم من ان هذه الاخيرة كانت على العموم منخفضة. ومما زاد في تراجع اسعار الغاز خلال السنوات الماضية والمتواصل باستمرار، هو زيادة الدول المنتجة والمصدرة في انتاج كميات اضافية للمحافظة على مستوى المداخيل لتجد الاسعار نفسها في حلقة مفرغة وتؤدي في كل مرة الى مزيد من التراجع بات يقلق الدول المنتجة، من بينها الجزائر، التي بادرت الى اعداد دراسة لتقييم حصيلة العرض والطلب على الغاز الطبيعي. هذه الدراسة التي اعدت حول اهم الاسواق الاستهلاكية على المدى المتوسط، سيتم تقديمها بمناسبة الدورة ال 10 لمنتدى الدول المصدرة للغاز، حيث من المقرر ان تحظى بمناقشة مستفيضة من قبل وزراء الطاقة للدول الاعضاء الذين من المنتظر ان يضعوا مخطط عمل يومي لتحديد استراتيجية تهدف الى رفع مستوى التنسيق الفعال فيما بينهم، قصد مواجهة اي رد رفعل لاسواق الغاز. وفي نفس السياق ذهب السيد علي حاشد مستشار وزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل الذي يرأس منتدى البلدان المصدرة للغاز منذ جانفي الماضي، عندما اعتبر انه من المقرر ان يرد المنتدى على تحولات سوق الغاز العالمية ويقترح الحلول الملائمة حول العقود التجارية الطويلة المدى وتطوير السوق الغازية على نحو يسمح باحداث توازن بين العرض والطلب. وتشير آخر الارقام ان اسعار الغاز الطبيعي توجد حاليا في مستويات متدنية، لم ترتفع عن مستوى يتراوح مابين 7,50 و 8 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية وفقط 4,20 دولار على نفس الوحدة في اسواق نيويورك المستقبلية، الامر الذي ادى ببعض الدول المنتجة والمصدرة للغاز الى وقف انتاجها من المادة الغازية نظرا لاستمرار الاختلال بين العرض والطلب مثلما هو الحال بالنسبة لاحد اهم منتجي الغاز، اي روسيا، التي اجلت الانتاج ثلاث سنوات في احد الحقول الغازية. ويبقى الاشكال القائم والذي من المقرر ان تبادر الجزائر الى طرحه في الندوة الحالية، يكمن في طرح افكار حول معالجة الاختلال الحاصل بين العرض والطلب كاقتراح وقف عقود الغاز للتسليم الفوري او العقود القصيرة المدى، التي قد تمتد على ثلاث سنوات وهي ذاتها العقود التي تنافس الى حد كبير العقود الطويلة المدى، مثل هذا الاقتراح الذي يتم تداوله في الآونة الاخيرة قد يثير نقاشا بين الدول الاعضاء في المنتدى بين مؤيد ومعارض له، وسط تشعب الاسباب التي ادت الى عدم توازن السوق النفطية وبروز العديد من التحديات اهمها تداعيات الازمة المالية العالمية التي زادت من هشاشة الاسعار بسبب العقود الفورية من جهة والتطور السريع الذي عرفته صناعة الغاز في امريكا الشمالية.