فجر المعارض المصري الشهير الدكتور أشرف شاهين، قنبلة من العيار الثقيل حين كشف عن عملية ''فرار جماعي''، خططت لها عائلة الرئيس حسني مبارك وأقطاب نظامه السياسي والأمني، لمغادرة مصر في حال فشل العملية الجراحية التي أجريت له بألمانيا شهر مارس الماضي، خصوصا وأن كل تقارير الأطباء الذين عاينوا مبارك أجمعوا على خطورة وضعه الصحي. ويذكر شاهين، في مقال مطول تناقلته مواقع الإنترنت على نطاق واسع أمس، أن المشكلة الكبرى التي واجهت نظام مبارك وعائلته هو الوضع المقلق للحالة السياسية الداخلية في مصر، مع زيادة ارتفاع أصوات المعارضة المطالبة بالتغيير ودخول خصم جديد على مستوى عال من الخبرة السياسية وهو محمد البرادعي- الذي يحظى بثقل دولي كبير- إلى ساحة المنافسة السياسية المصرية، ومقدار الدعم الشعبي السريع و''غير المتوقع'' الذي تلقاه خصوصا الشباب منهم. وأكد المعارض شاهين أنه في ظل هذا الجو الحرج لمبارك وعائلته التي كانت تطمع في المزيد من الوقت ليتسنى لها تمرير مخطط التوريث، وجدت العائلة ورموز النظام أنفسهم فجأة في ''ورطة'' لم يكونوا على استعداد لها، وكان كل تفكيرهم مشتتا على سؤال مفاده: ماذا سيحدث في حالة فشل العملية الجراحية واكتشاف أن التهابات الاثنى عشر هي التهابات سرطانية؟ يواصل المتحدث في سرد تفاصيل الأيام ''العصيبة'' التي مرت بها أسرة الريس، ليقول: ''وأمام كل ذلك سيكون الاحتمال الأقرب هو موت الرئيس أو عجزه أو حتى من الممكن عدم رجوعه إلى مصر على قدميه، ومع معرفتهم بمدى رغبة الشعب في التغيير والخوف من انتهاز قادة المعارضة وبالذات الشباب لهذه الفرصة وتنظيم مظاهرات عامه واحتمال امتداد تلك المظاهرات والاحتجاجات إلى جميع أنحاء مصر، وإمكانية تراخي قوات الأمن في كبح جماح هذه المظاهرات''، مضيفا أنه وبسبب كل هذا ''أجمعت العائلة الرئاسية على أن تعد نفسها لأسوء الاحتمالات وهي وفاة مبارك في ألمانيا أثناء أو بعد إجراء العملية الجراحية ، وكان القرار هو البقاء خارج مصر وعدم العودة''. وأكد شاهين أن العائلة كانت قد بدأت في ''تأمين مراكزها المالية خارج مصر'' منذ وقت طويل، فقد قام جمال ببيع كثيرا من أسهمه منذ بداية تدهور حالة مبارك الصحية، كما قام بتحميل طائرة خاصة برئاسة الجمهورية بكمية كبيرة من المشغولات الذهبية والأوراق المالية والسندات الأجنبية، أما طائرة علاء مبارك فقد تم تحميلها ثلاث مرات بأشياء مهمة ومجموعة من التحف والملابس الخاصة بالعائلة في رحلات إلى دبي وأخرى إلى جهة في أمريكا اللاتينية لم يتحقق منها بعد وأخرى إلى لندن، كما أن نجلي الرئيس المصري جمال وعلاء مبارك قاما بزيارة فرع كقَّو في لندن ثلاث مرات على الأقل أثناء فترة تواجد والدهم في ألمانيا، مضيفا أنه ومع وصول حسني مبارك لألمانيا كان جمع أفراد عائلته قد غادروا مصر بما فيهم زوجات أبنائه، وأطفالهم وعائلات زوجاتهم، ولم يكن هذا يخفى على بعض الشخصيات ''المقربين جدا'' من الرئيس، والتي سارع بعضها إلى اتخاذ التدابير ذاتها بتهريب أموالهم وعائلاتهم إلى الخارج، على غرار زكريا عزمي الذي قرر تسفير عائلته إلي دبي، أما عمر سليمان مدير المخابرات العامة فقد سافر بحجة المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى تل أبيب، للبقاء في إسرائيل إذا تأزمت الأمور أكثر